ذكر تقرير أمريكي أن المجتمعات العربية لا تعطي تقييما حقيقيا أو تقديرا مناسبا للإبداع والابتكار بالرغم من أهميتهما في بناء مجتمعات المعرفة. ورصد تقرير بناء مجتمع معرفي في العالم الإسلامي، وجود عجز معرفي في المنطقة العربية، من خلال عملية تقييم شاملة لما جرى في العالم العربي خلال السنوات الخمس الماضية، التي تلت تقرير التنمية البشرية ( 2003 ) الذي أصدره برنامج الأممالمتحدة الإنمائي.وقال التقرير، الذي تم تقديم خطوطه العريضة يوم الأحد 15 فبراير في إطار جلسات (منتدى أمريكا والعالم الإسلامي) الذي تحتضنه الدوحة، أن الرقابة المتزايدة في العالم العربي تهدد محاولات التطوير المعرفي، كما أن نوعية التعليم تظل متخلفة لعدم التوافق بين برامج المؤسسات التعليمية ومتطلبات مجتمع المعرفة. وقال عمر الأبوركي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، إن التركيز على غياب الإبداع والابتكار في بناء مجتمع المعرفة؛ يبرز أن هناك تحديدا لنمط معين من المجتمعات في العالم العربي من جهة، والسعي إلى بلورته لتيسير التكامل والتفاعل مع الآخر من جهة أخرى، معتبرا أن هذا التقرير هو محاولة لتجاوز الصعوبات لبناء علاقة جديدة بين أمريكا والعالم العربي. وشدد الأبوركي على كون المفارقة التي يعيشها العالم العربي تتمثل في كون الآليات السياسية تعيق فعلا الإبداع والابتكار لإعادة إنتاج مجتمع تقليدي ينأى عن مجتمع المعرفة. وأشار الأبوركي إلى كون كل المنتديات المشتركة بين الغرب والعرب تجعل التاريخ الغربي مرجعية ضرورية للقياس والمقارنة، وحسب رأيه فإن المنتدى يحاول توجيه العالم العربي إلى نموذج أحادي مثالي للاحتذاء به لردم الفجوة بين طرفي الحوار. وأورد التقرير الذي أعده تسعة من الخبراء العرب لفائدة مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط التابع لمؤسسة بروكينغز، وصفات للإصلاح تروم تجاوز الإخفاقات التي اعترضت مجتمعات العالم العربي في مجال تحقيق مجتمع المعرفة، وذلك عبر محطات البحث العلمي ومعدل الأمية والحكامة الجيدة والتعليم والتكنولوجيا والعلوم والصناعات المعرفية . واعتبر التقرير أن الضعف والاختلالات التي تعاني منها مؤسسات العلوم والتقنيات في العالم العربي مرده إلى نقص التمويل وهشاشة البنية التحتية الضرورية للصناعات التي تقوم على المعرفة . وأبرز الأبوركي أن الطريق لفهم إشكالية التنمية الاجتماعية لا يتأتى بالوقوف عند عائق واحد كالاقتصادي أو السياسي،أو الديني، بل هناك تفاعل مجموعة من المحددات التي تحول دون قيام تغير اجتماعي على مستوى البنية السياسية، والعقليات والقيم، وعلى مستوى أنماط العيش. واعتبر أن التركيز على محاور التنمية الاجتماعية وحرية الإبداع والابتكار في المنتدى من شأنه أن يخدم الأمن العالمي، ويحد من هاجس الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية، إذ يمثل العالم العربي معادلة مهمة في هذا المجال.