وجّه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي، برقيات تهنئة إلى رؤساء الدول المغاربية، تساءل فيها حول ما تحقق من مكاسب ومنجزات لفائدة شعوب الاتحاد، وعبر الملك عن حرص المغرب بروح مغاربية مخلصة وعزمه على تفعيل مؤسسات وهياكل الاتحاد، في اتجاه العمل على قيام تجمع جهوي يسهم في مناصرة قضايانا العربية المصيرية، ويثبت الأمن والاسقرار والتعاون مع عمقنا الإفريقي. وتقدر الخسائر الاقتصادية لدول اتحاد المغرب العربي بسبب عدم اندماجها بما بين 3 إلى 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام لكل بلد من البلدان الخمسة، أي ما يناهز 10 مليار دولار سنويا، ويقدر خبراء الاقتصاد أن هذه التكلفة قد ترتفع بسبب الأزمة المالية العالمية. يحصل هذا في الوقت الذي تزخر فيه بلدان المنطقة بمؤهلات وثروات طبيعية، ذلك أنها تتوفر على نسبة 3 في المائة من الاحتياطي العالمي من النفط، و 4 في المائة من الغاز، و 50 في المائة من الفوسفاط. فضلا سوق استهلاكية تصل نحو 85 مليون مستهلك. ومنذ الإعلان عن تأسيس الاتحاد قبل 20 سنة، لم تتجاوز التجارة البينية بين الدول المغاربية الخمس 2 في المائة، في الوقت الذي تزدهر فيه تجارتها، كل على انفراد، مع الدول الأوربية، حيث تفوق نحو 70 في المائة. واعتبر المشاركون في ندوة مغاربية بتونس حول الاندماج الاقتصادي المغاربي، في هذا السياق، أن الاندماج بات ضرورة ملحة، اعتبارا للظرفية العالمية الراهنة، وما تتسم به من تحولات متسارعة وتطورات غير ملائمة. وأكد مبروك البحري رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين أن الأمن الغذائي يأتي في مقدمة التحديات الكبرى التي تواجهها البلدان المغاربية، والذي اعتبره مقوما محوريا من مقومات الاستقلال والسيادة، وشرطا رئيسيا لتحقيق مناعة الشعوب المغاربية ورفاهها. بينما سجّل الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد المغاربي لأرباب الأعمال، أن ما أنجز خلال عشرين سنة من عمر اتحاد المغرب العربي قليل جدا مقارنة بما يمكن أن ينجز لو توفرت الأسباب الكفيلة بإزالة المعوقات التي تعترض الاندماج المغاربي المنشود.