تجاوزت مظاهر الاحتجاج المدن والمراكز الحضرية لتصل إلى عمق القرى النائية بإقليم طاط، حيث خرج أزيد من ألف شخص من سكان جماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك التي تبعد بحوالي 70 كيلومتر عن مدينة طاطا، في مسيرة أطلق عليها المنظمون اسم مسيرة النصرة، وجاب المتظاهرون حوالي 8 كيلومترات على الأقدام وهي المسافة الرابطة بين المداشر الستة المشكلة لجماعة القصبة. وانطلقت المسيرة من أمام مقر الجماعة وسط زغاريد النساء المشاركات، تعبيرا عن فرحهن بانتصار المقاومة رغم حجم الدمار الذي خلفته الحرب بغزة، ورفع المحتجون شعارات نددوا فيها بالعدوان الصهيوني،وما قالوا عنه تواطؤ الأنظمة العربية الرسمية، كما رفع المحتجون شعارات بالأمازيغية تنتصر للمقاومة ولحركة حماس، وتصف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بالذيل الأمريكي. وتفاعل المشاركون في المسيرة مع شعارات من قبيل أولمرت أَبْرْدْعْمَانْ أيا أَبَاقْسْ نْمِيرِيكَانْ وسْوَا غِيدْ سْوَا غِينْ نْكَاكُولُّو اِيمُوسْلِيمْنْ حاملين الأعلام المغربية والأعلام الفلسطينية، وعرفت المسيرة التضامنية وقفات بكل مدشر تصل إليه ألقيت خلالها كلمات بالأمازيغية، اعتبرت قضية فلسطين قضية جميع المغاربة، وأن المغربي يفقد مغربيته إذا لم ينحز إلى حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه. وكانت أكثر الكلمات تأثيرا تلك التي ركزت على عمق الصلة بين الأمازيغ والقضية الفلسطينية، وأن الأمازيغي يرضع من ثدي أمه معاني المقاومة والانتفاض ضد الاستعمار والاستبداد، خاصة إذا تعلق الأمر بالعِرض والدين حسب المتدخل. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها الموت لإسرائيل والانتصار آت، كما رفع عدد من الشباب أحذية كتب عليها وداع بطريقة المقاومة، تم إلقاؤها على العلم الصهيوني الذي تم إحراقه في ختام المسيرة المشار إليها، والتي دعا إليها حزب العدالة والتنمية بالمنطقة.