أعلن رئيس الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق في لبنان معن بشور أن قيادات المقاومة الفلسطينية التي التقاها في دمشق ظهر الاثنين (12/1) في إطار وفد رؤساء المؤتمرات والاتحادات والمنظمات العربية، قد أكدت على أن رجال المقاومة في غزة مستعدون للقتال والصمود لفترة طويلة إذا واصل الاحتلال حربه ضد غزة، وان خسائر المقاومة البشرية والعسكرية تشكل نسبة ضئيلة من قدرات المقاومة. وأوضح بشور في كلمة له خلال مهرجان العزة لغزة الذي أقيم في دار الثقافة والفنون في مدينة حماة السورية، وشارك فيه على مدى يومين نخبة من المفكرين والسياسيين والأدباء والشعراء العرب والأتراك، أن الكيان الصهيوني يحاول التعويض عن فشله المتفاقم عبر تكبيد أهل غزة أكبر عدد من الشهداء من الأطفال والنساء والمدنيين وذلك انتقاماً لفشلها من جهة، واستخداما لآلام الفلسطينيين للضغط على قيادتهم من اجل أن يعطوها وشركاءها والمتواطئين معها بالسياسة ما عجزوا أن يأخذوه بالحرب. وأشار إلى أنه في تاريخ العرب عموماً، وفلسطين خصوصاً، شواهد على أن انتصارات عسكرية عديدة قد جرى الالتفاف عليها وتم إجهاضها، كما أن الدماء التي أريقت بعد دخول المنطقة سياسات التسوية مع العدو هي أضعاف أضعاف تلك التي خسرتها قبل هذا النهج، على حد تعبيره. وأكد بشور أن الهدف من الاجتماع الطارئ لرؤساء المؤتمرات والاتحادات والمنظمات والملتقيات العربية في دمشق، واللقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد وأركان حزب البعث في سورية، ومع قادة حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية، كان للتداول في كيفية الانتقال بالهبّة الشعبية الهادرة والمتواصلة والمتصاعدة من مرحلة التعبير القوي والصادق إلى مرحلة التأثير وصولاً إلى التغيير في السياسات والسلوكيات التي تحكم الأنظمة العربية في مواقفها الراهنة، كما قال. ولفت بشور الانتباه إلى أن الحرب الدائرة اليوم في غزة تكشف عن جملة أمور بالغة الأهمية: أولها المستوى العالي من الكفاءة التي تدار بها هذه المعركة سواء من حيث تدرجها في المواجهة، أو في أعدادها المسبق للمقاومة، بما يذكر بان حركة المقاومة العربية تستفيد من خبرات كل ساحة، وكل معركة، وكل تجربة. وثانيها: الصمود السياسي الذي لا يقل أهمية عن الصمود العسكري مما يشير إلى استفادة قيادة المقاومة الفلسطينية من تجارب الحركة الوطنية السابقة التي كان أعداؤها يجهضون بالسياسة ما تحققه من انتصارات في الميدان. وثالثها: هو أن هذه الحرب السادسة هي أول حرب فلسطينية ـ صهيونية تخاض على ارض فلسطين، فالحروب قبلها إما أن تكون عربية ـ صهيونية، أو فلسطينية ـ صهيونية خارج فلسطين، وأن ما كان يجري على ارض فلسطين إما عمليات بطولية، أو انتفاضات شعبية أو مواجهات محدودة. رابعها: أن هذه الحرب قد أعادت الاعتبار لمصطلح المقاومة بعد أن جرت محاولات معروفة للالتفاف على هذا المصطلح لإدراك أصحابها أن المقاومة هي مصطلح يحمل التزامات في الثقافة والفكر، في الخيار والنهج وكلها أهداف يحرص الأعداء على إنهائها. وخامسها: أن هذه الحرب قد كشفت أن قضية فلسطين هي قضية محورية لأبناء الأمة العربية، ولشعوب العالم الإسلامي، ولأحرار العالم، بل أنها تكشف هذا التكامل العفوي التلقائي بين العروبة والإسلام والإنسانية، على حد تعبيره. ودعا بشور المسؤولين العرب جميعاً إلى التجاوب مع دعوة أمير قطر إلى قمة عربية، وقال: لا يعقل أن تمر أسابيع ثلاث على محرقة غزة ولا تجتمع قمة عربية، وان نجد الطريق إلى نيويورك أسرع وأسهل من الطريق إلى الدوحة، بل أن نرى قرار مجلس الأمن دون تطبيق بعد مرور أسبوع على اتخاذه ونبقى ساكتين، بل هل يجوز أن يجتمع الرؤساء والملوك العرب في قمة اقتصادية يوم السبت، ويمتنعون عن الاجتماع قبل يوم في قطر والدماء تتدفق كل ساعة من أهلنا الأبطال في غزة .