تساءل المقر الإدريسي أبو زيد، عضو مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، عن عدم زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للمغرب، وقال في تدخل له ببرنامج ساعة حوار بثته قناة المجد الفضائية يوم الأحد 11 يناير 2009، واستضافت فيه عضو الوفد الشيخ سلمان بن فهد العودة، في موضوع التحرُّك العلمي في دعم القضية الفلسطينية، إن المغرب الذي يترأس ملكه محمد السادس لجنة القدس، وأبان دولة وشعبا عن دعم مهم للشعب الفلسطيني في غزة ضد العدوان الصهيوني، كان على وفد العلماء زيارة ملكه وحكومته. غير أن ضيف البرنامج الشيخ سلمان العودة ردّ ذلك إلى ضيق الوقت، مؤكدا في الوقت ذاته أن وفد العلماء يستحضر موقع المغرب ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية وكل المبادرات الإيجابية في هذا الاتجاه. وأكد أبو زيد خلال تدخله بالقول إن الموقف الرسمي في المغرب أبان عن انعطافة مهمة في تعاطيه مع العدوان على غزة، وضرب لذلك أمثلة منها التفهم تجاه التظاهرات والمسيرات وعدم منعها، إضافة إلى خطوات مشجعة منها فتح حساب بنكي لصالح أهل غزة، وعزم أعضاء الحكومة والبرلمان التبرع رمزيا بالدم لصالح الجرحى الفلسطينيين، فضلا عن استقبال 200 جريح فلسطيني في مستشفياته، وفتح جسر جوي للمساعدات، ووصف ذلك بالانعطافة المهمة اتجاه القضية الفلسطينية. وعقّب الشيخ سلمان بن فهد العودة على تصريح أبو زيد بالقول: إن الظرف التي تعيشه الأمة الإسلامية يستدعي عدم التمييز بين المواقف الرسمية والشعبية، خاصة تلك (المواقف الرسمية) المتجاوبة مع أصوات شعوبها، وأكد أن الوضع الذي تعيشه الأمة الإسلامية، وتزايد الغطرسة الصهيونية اتجاه فلسطين، يستدعي التقاط كل المبادرات الإيجابية ودعمها، مشيدا بدور المغرب، دولة وشعبا، في هذا الإتجاه. ونوّه أبو زيد المقرئ الإدريسي بخطوة وفد اتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي في التواصل مع الحكام، وأكد أن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تسهم في ردم الفجوة التي تكون سببا في سوء الفهم أحيانا، ومن كلا الطرفين، مبرزا أن المطلوب في هذه الخطوات هو المصارحة وليس بالضرورة المصالحة، ما دام أن لكل أعذاره وإكراهاته التي يمكن أن يتحجج بها تجاه الآخر. وكان وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، برئاسة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وشارك فيه من المغرب الدكتور أحمد الريسوني، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، قد أنهى الأربعاء الماضي جولة في عدة دول عربية، شملت السعودية وسوريا والأردن، إضافة إلى تركيا، بينما رفضت مصر استقبالهم.