أزيد من مليون متظاهر خرجوا في الرباط الأحد للتنديد بالمجزرة الصهيونية ضد الفلسطينين في غزة، رفعوا شعارات تدين المجرزة الصهيونية وآلة الدمار التي تفتك بها في وطن أعزل، لكنها رفعت في الوقت ذاته شعارات قوية ضد بعض الأنظمة العربية ومواقفها التي وصفتها بالمتخاذلة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني، في جرائمه العسكرية بعد جريمة الحصار والتجويع. في مقدمة المسيرة كانت هناك قيادات الحركة الإسلامية والأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات المدنية، لكنه ونظرا للعدد الضخم الذي تجاوز حتى قدرة اللجنة التنظيمية وعددها، جعل المتظاهرين في مسيرتهم الطويلة التي امتدت من باب الأحد مرورا بشارع محمد الخامس حتى منتصف شارع النصر، يرفعون في كل جهة منها شعارات مختلفة، الجامع بينها إدانة العدوان، واستنكار المواقف العربية الرسمية، ودعوة إلى المقاومة، والتأكيد على ضرورة دعم حركات المقاومة الفلسيطينية في الميدان. وأبدع المتظاهرون في التنديد والاستنكار، وحتى الاستهزاء بالنظام العربي الرسمي وبالنتظم الدولي، بعضهم كتب بسخرية على لافتات رفعها قمة عربية في ,2020 أما آخرون فرفعوا لافتات قرنت بين الحكومة المصرية وإسرائيل في تعبير منهم عن التواطؤ بين الطرفين لمحاصرة حماس والتخلص منها، لكن عبر حرب إبادة يدفع ثمنها نحو مليون ونصف المليون محاصر في قطاع غزة. في حين رفعت قيادات سياسية أحذيتها تنديدا بالموقف الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني، وبعدوانيته وإجرامه. كما حمل آخرون توابت مكفنة تمثل الأممالمتحدة والجامعة العربية أيضا. لكن الأبلغ في التظاهرة الضخمة هذه، التي حضرتها النساء والأطفال وحتى الشيوخ يتوكؤون على عصيّهم، عندما رفعوا شعارات ضد الإعلام الرسمي المغربي، يصفونها بالعجز عن إبراز وتبليغ المأساة كما تقع دون إخفاء، وكان شعار رفعه الآلاف وسط التظاهرة، الدوزيم كتشطح والجزيرة كتفضح.أما في تضامنهم مع المقاومة، فاختلفت الأساليب بين المتظاهرين، منهم من تشبّه بمجاهدي كتائب الشيخ عز الدين القسّام، بينما حمل آخرون صواريخ كارتونية ومسدسات اصطناعية، رمزا وتأييدا للمقاومة، بينما رفع آخرون رايات حركة المقاومة الإسلامية حماس، كما رفعوا صور قادة المقاومة في فلسطين، بدءا بالشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتسي وخالد مشعل وإسماعيل هنية، كما رفعت صور أخرى لأبوعلي مصطفى وليسار عرفات، ومن المغرب للمجاهد عبد الكريم الخطابي.حين وصل خبر أسر جنود صهاينة إلى المتظاهرين في مسيرتهم، وتوقُف الجيش الإسرائيلي عن التوغل في قطاع غزة نتيجة المقاومة الفلسطينية وصمودها الأسطوري أمام آلة الحرب الصهيوني، كبّر المتظاهرون طويلا، مبتهجين بما اعتبروه مقدمة لنصر آت، رفعوا شعارات مساندة لحركمة حماس ولكتاب القسّام، لكن ما إن انتهوا منه حتى عادوا ليرفعوا شعارا طالما ردّدوه بصيغ مختلفة، أدانوا فيه مواقف الرئيس المصري التي وصفوها بالغادرة.