إن رابطة علماء المغرب إزاء تدهور الوضع الحربي العربي في الشرق الأوسط نتيجة للعدوان الصهيوني الغادر المسند بقوات الاستعمار الامبريالية العالمية. وإزاء تحقق النيات الاستعمارية والتوسعية لدولة الصهاينة فيما استوليت عليه من مواقع جديدة وخاصة مدينة القدس الشريف التي تحتوي على المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم. ونظرا لأن هذه المدينة هي في الحرمة والقداسة عند مسلمين كافة مثل مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وأن احتلالها من طرف الصهاينة الأنذال أو من أي جهة غير إسلامية يعتبر عدوانا سافرا على الإسلام والمسلمين وتحديا لشعورهم الديني وامتدادا للحروب الصليبية التي شنها الغرب على الشرق بدافع من التعصب والحقد والأنانية المقيتة. ونظرا لأن شريعة الإسلام الظاهرة وان كانت في روحها شريعة سليمة تدعو إلى المهادنة وتحت على تجنب القتال ما أمكن، فإنها عند مس المقدسات الدينية ومهاجمة بلاد الإسلام لا تقبل أية مهاودة في وجوب الجهاد وفرض القتال فرضا عينيا على كل مسلم مسلم للدفاع عن الحرمات وإنقاذ أرض الإسلام من سيطرة الأعداء أيا كانوا وعلى أية قوة وجدوا (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين الآية) فإنها تهيب بجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي إفريقيا وآسيا وأوربا في باكستان وتركيا وإيران والأفغان والهند والصين والاتحاد السوفياتي واندونيسيا وماليزيا والفلبين في غينيا وغانا والنيجر ونيجريا ومالي والسنغال والحبشة والصومال وارتريا ومدغشقر، في ألبانيا وبولونيا وفنلندا ويوغسلافيا، وباقي المسلمين في أي بلد أكثرية كانوا أو أقلية أن يقفوا في وجه المستعمرين، الغاشمين والمعتدين الآثمين مضحين بالنفس والنفيس في سبيل إنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله وتحرير فلسطين وجميع الأراضي العربية من أيدي الصهاينة المجرمين، من أمكنه العمل بنفسه والجهاد بشخصه وماله فذاك ومن لم يمكنه بهما معا فبنفسه أو بماله مقتدين في ذلك بالصحابة الكرام والسلف الصالح الذين لم يألوا جهدا في نصرة الإسلام وإعلاء كلمة الحق صادرين في جهادهم عن قوله تعالى: ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة الآية) وعلى الدول والحكومات الإسلامية أن تتخذ جميع الإجراءات بمقاطعة المعتدين والضغط على أنصارهم وحلفائهم بجميع وجوه الوسائل حتى يتراجعوا عن غلوائهم واستهتارهم في نصرة الصهيونيين ومحاربة المسلمين وعليهم أن يزودوا العرب المكافحين بالمال والسلاح وجميع عدد الحرب التي هم بحاجة إليها في الظرف الراهن للدفاع عن كرامتهم وكرامة الإسلام والشرق العربي، وعليهم أن يسهلوا سبيل المتطوعين في بلادهم ويجهزوهم بالأسلحة والأعتدة.