قال مركز ابحاث مجموعة الأزمات الدولية ان من وصفها بالحكومة الصومالية والمجتمع الدولي ينبغي ان يتعاملوا مع الاسلاميين لتفادي حدوث أزمة امنية عندما تنسحب القوات الاثيوبية في اواخر الشهر الحالي. وقدمت اثيوبيا الدعم العسكري للحكومة الانتقالية الصومالية الضعيفة التي يساندها الغرب منذ ديسمبر 2006 وأطاحت بحكم المحاكم الشرعية لكنها ظلت هدفا لهجمات الثوار الاسلاميين والتي تقع بصورة يومية تقريبا خاصة بعد ان أصبحوا يسيطرون على معظم انحاء جنوب ووسط البلاد. وقتل اكثر من 10 آلاف مدني خلال عامين من التدخل الاستعماري الاثيوبي ونزح مليون شخص واصبح ثلث تعداد السكان في حاجة الى معونات عاجلة وسط ازمة انسانية وصفت بانها الأسوأ في العالم كله. وقال المركز المعروف بابحاثه في تقرير بعنوان الصومال: من اجل الابتعاد عن الدولة الفاشلة ان انسحاب اثيوبيا قد يقدم فرصة لعملية سلام ذات مصداقية. وذكر المركز بالرغم من عزوف ما سماه مغالطة المجتمع الدولي عن التعامل مع المعارضة الاسلامية فلا يوجد مسار عملي بغير مد الايدي الى زعمائها في محاولة لإعادة الاستقرار للوضع الأمني في البلاد من خلال هدنة ثم بعملية تعالج الاسباب الجذرية للمشكلة. وقامت اثيوبيا بغزو جارتها بأمر من واشنطن لإسقاط نظام المحاكم الشرعية الذي نجح في إعادة الاستقرار الى البلاد بعد 16 سنة من الفوضى وأوشك على السيطرة على كل الصومال. والآن وبعد ان شعرت بالاحباط والخسائر المتصاعدة ومن انعدام التقدم في الصومال ومن اخفاق الغرب في ارسال جنود تحت غطاء حفظ السلام تصر اثيوبيا الآن على الانسحاب. ولا يوجد احتمال لوصول عدد كاف من قوات حفظ السلام الى الصومال لمنع حدوث فراغ في السلطة مما يجعل العاصمة مقديشو تحت رحمة الثورة الاسلامية التي رفضت المشاركة في ما سمي عملية السلام تحت رعاية الأممالمتحدة والتي تهاوت. وقال المركز ان معارضة الاحتلال الاثيوبي كانت القضية الوحيدة التي كان من الممكن ان تتفق عليها عناصر كثيرة في الثورة الاسلامية مما يعزز قابليتهم الوطنية في الوقت الذي تفقد فيه الحكومة المؤقتة التأييد بسرعة. وجاء قرار الانسحاب في وقت اصبحت فيه الحكومة الانتقالية الاتحادية الصورية على حافة الانهيار نتيجة الانقسام العميق بين الرئيس عبد الله يوسف ورئيس الوزراء الذي عزله نور حسن حسين. ووقفت واشنطن والاتحاد الاوروبي الى جانب حسين ودعت دول في المنطقة الى فرض عقوبات فورية على يوسف بدعوى تعويقه عملية السلام. وقال مركز الابحاث يوسف يقوم بتعطيل اي تقدم نحو السلام واصبح عائقا وينبغي تشجيعه على الاستقالة. وهناك تكهنات متزايدة في الصومال بان يوسف قد يتخذ هذه الخطوة قريبا جدا.