انتقد العبادلة ماء العينين، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والمعتقل ضمن ما يسمى خلية بليرج، الوضعية الحقوقية بالمغرب، وقال في رسالة خطية وجهها إلى أعضاء المؤتمرات الإقليمية لحزبه بأقاليم جهة كلميمالسمارة آخر الأسبوع المنصرم إن المسار الحقوقي بالمغرب ـ بشكل عام ـ ظل مصطبغا بمنهج التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، وأوضح أن من أبرز تمظهرات هذا المنهج محنة المعتقلين الستة، واستمرار ظاهرة الاعتقال السياسي التي تعد اغتيالا معنويا للاعتدال السياسي، مضيفا إن تضييق هوامش الحرية المتاحة للمجتمع المدني والصحافة المستقلة، يؤكدان أن دولة الحق والقانون دونها خرط القتاد. وقال العبادلة، الذي لا يزال في حالة اعتقال منذ أزيد من 553 يوما، إن الإخلاص في الوفاء بواجباتنا والتزاماتنا الوطنية هو المصدق لما بين أيدينا من المطالب الحقوقية، والكفيل بأن يدرأ عنا شبهات الشعبوية والديماغوجية وغيرها مما ينضح به قاموس المنافسين السياسيين والمنافقين الإستئصاليين. وبخصوص مجموعة من المبادرات كالمفهوم الجديد للسلطة ومقترح الحكم الذاتي والتمكين لسلطة القضاء، قال العبادلة إنها بناءة وتتساوق مع النهج الملكي التجديدي، غير أنه لم تتم دسترتها، مما أضعف توجهها وجاذبيتها وأفقدها صفة الاختيار الاستراتيجي، مما سهّل على المحافظين الجدد إفراغها من مضامينها، وقال إن تعبيد الطريق للوصول إلى مؤسسات قوية، قائم على مشروعية شعبية حقيقية وقادرة على القيام بإنجازات تاريخية، يمر حتما عبر إصلاح دستوري عميق. وأوضح أنه على الرغم من ثورية توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وفي مقدمتها إصلاح المؤسسات ونظام الحكامة، وعلى الرغم من كل الشعارات والخطابات التي صاحبت العهد الجديد؛ فإن صورة الانتخابات لم تعرف سوى الحياد السلبي للسلطة، والمبني على آليات التحكم القبلي، كما يؤشر على ذلك الميثاق الجماعي الجديد ومدونة الانتخابات، بالإضافة إلى خصخصة التزوير الذي أبان عن مهاراته في الاقتراع الجزئي الأخير، والنتيجة الطبيعية لهذا المنطق يضيف العبادلة، أن تظل تربة البلقنة خصبة حينا من الدهر. ولتجاوز حالة الهشاشة السياسية أكدت رسالة العبادلة على ضرورة بناء تحالف ناجع يكون المستوى الأول لهذا التحالف ذا أفق استراتيجي، على قاعدة مشروع مجتمعي شعاره المواطنة بالكرامة والتنمية بالعدالة، وأما المستوى الثاني لهذا التحالف فهو مرحلي مرتبط بالانتخابات المحلية، على قاعدة أولوية المحلي على الوطني باستحضار معايير الكفاءة والنزاهة والتقارب الفكري والنفسي، على اعتبار أن المقصد الأساس، هو التحرر من ضيق الإطار الحزبي و حدوده، إلى سعة الكلمة السواء و رحابتها، مع الديمقراطيين الأخيار.