بدأت أفواج الحجاج المغاربة تصل إلى المغرب، وقد وصلت أول طائرة تنقل الحجاج المغاربة بمطار الرباط نهاية هذا الأسبوع، فيما وصلت أمس ثلاث طائرات، اثنان منهما بفاس والأخرى بمطار مدينة الرباط، وكانت الخطوط الملكية المغربية قد أعلنت في بلاغ لها أنها أعدت 19 ألف و295 مقعدا، وبرمجت 55 رحلة جوية إضافية عبر طائرات من الحجم الكبير، لتأمين عودة الحجاج المغاربة في الفترة الممتدة من 12 دجنبر إلى 5 يناير القادم.هذا وسجلت الخطوط الجوية الملكية زيادة في الفائض من أمتعة الحجاج هذه السنة مقارنة مع العام المنصرم، مما يتسبب بحسبها، في مشاكل ذات طابع لوجستيكي، حيث يتعذر نقل الأمتعة الزائدة على متن نفس الرحلات التي تقل الحجاج. مما يضطرها، تفاديا لزيادة ثقل وحمولة الطائرات وكذا التوقفات التقنية الإضافية، إلى الاحتفاظ بالأمتعة الزائدة في المطارات التي تنطلق منها الرحلات (جدةوالمدينة) في انتظار نقلها إلى وجهاتها.من جهة أخرى يحرص الحجاج المغاربة بمجرد انتهاء أدائهم مناسك الحج، إلى اقتناء الهدايا لإهدائها للأهل والأقارب والجيران، وتتخذ هذه الهدايا أشكالا مختلفة من ماء زمزم وهو أحد رموز الحج لدى المغاربة، إلى تمور العجوة الشهيرة، إضافة إلى السبحات والسجادات والطاقيات والأثواب وغيرها. وقد كانت عودة الحجاج ونجاح رحلة الحج دائما محل احتفال واحتفاء لمكانتها ورمزيتها، وللقدسية التي ينظر بها المغاربة للحج، ولأن زيارة الحاج والاستمتاع بسماع تفاصيل رحلته، وذلك من باب التشجيع على الطاعة، كما يوضح الدكتور مولاي عمر بنحماد أستاذ الدراسات القرآنية لـالتجديد، وأضاف أن كثيرا من الناس يزورون الحاج بعد عودته حتى يلتمسوا منه الدعاء، ويلتمسون منه ما يحمله معه من ماء زمزم، لكنه تأسف على ما يرافق هذا الأمر من ممارسات تتنافى مع قدسية هذه الرحلة التعبدية، واستنكر بنحماد ما يقوم به البعض من استقبال الحاج بالطبل والمزمار والرقص، واعتبره لا ينسجم مع المعاني التي يحملها الحج، لكنه لا ينفي وجود عادات حميدة في بعض المناطق، يستحسن بقاؤها لأنها تذكر بأصل هذا الركن العظيم، وفيها أيضا حث على الطاعة مثل ما يحدث مثلا في مدينة الراشيدية حيث يستقبل الحاج هناك بالأذكار، وبمجرد ما يصل الحاج يقصد المسجد حيث يصلي ركعتين ويخرج إلى الناس يدعو لهم، أما فيما يتعلق بما ينظمه الحجاج لدى عودتهم بما يسمى بـالصدقة، فمشكلتها كما يقول بنحماد أنها تحولت من التطوع إلى الوجوب، مع ما يعنيه ذلك من تكاليف إضافية مرهقة تتنافى مع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى من ترشيد النفقات، ودعا بنحماد الحجاج إلى أن يحرصوا على أن يكون مضمون جلساتهم مع المهنئين والزوار هو الترغيب في الحج، ونقل المعاني التعبدية والإيمانية للناس وليس الانشغال بأعراض الناس وأحوالهم وفي أمور ثانوية غريبة قد تنفر الناس من هذه الرحلة. وفيما يتعلق بالهدايا التي يحضرها معه الحاج من الأماكن المقدسة قال بنحماد إن تقديم الهدايا أمر مهم والتهادي له معنى عميق في الثقافة الإسلامية، لكنه يلفت الانتباه إلى ما يحدث أحيانا من تدليس وتحمل نفقات تفوق قدرة الفرد، بحيث يضطر كثير من الحجاج بعد أن تنفد الهدايا التي أحضروها معه إلى شراء أخرى من السوق المحلي وتوزيعها على زواره على أنها هدية من المدينةالمنورة، وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يترتب عليه أجر ولا ثواب، إلا أنه تحول إلى فريضة اجتماعية تلزم الحاج بما لايطيق، وهكذا خلص بنحماد إلى أن مثل هذه المصاريف والممارسات تجعل المعاني الاحتفالية تطغى على هذه العبادة وتفرغها من روحها الإيمانية ومعانيها التعبدية.