أبرزت دراسة ميدانية أن 4 في المائة من النساء ممتهنات الدعارة المستجوبات متزوجات، وأكدت أنه بالرغم من أن النسبة ضعيفة إلا أن هذا المعطى يستوقف الملاحظ. وتوجد هذه الظاهرة بولاية أكادير أكثر من غيرها من المناطق (9,7 في المائة من العينة المحلية، و1,4 من العينة الإجمالية للدراسة)، وترتبط مثل هذه الحالات حسب الدراسة التي قامت بها المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا بدعم من الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا، بمنطقة الأطلس المتوسط، سوس والرباط عن معارف واتجاهات وسلوكات عاملات الجنس إزاء الأمراض المنقولة جنسيا و السيدا، بغياب الزوج، وهجرته، أو بالفقر، أو بمشاكل زوجية، أو بفترة انتظار الحسم في الطلاق. ومن خلال مناقشة مع النساء المستجوبات أن هناك بعض الأزواج العاطلين يدفعون زوجاتهم، بشكل مباشر أو ضمني، لممارسة مهنة الجنس بغاية إعالته والتكفل بتفقات البيت. وخلصت الدراسة إلى أن وضعية هذه الفئة العائلية تفرض عليهن الكثير من السرية في ممارستهن، وعن تعاطي مهنة الجنس أشارت الدراسة إلى أنه يرتبط إلى حد كبير بوضعية المرأة، وبظروفها الاقتصادية والاجتماعية وأيضا النفسية، سواء تعلق الأمر ببنائها النفسي أو صورة الجسد لديها أو مدى اعتبارها لهذا الجسد وجنسنته. وترى نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا أن السبب الرئيسي في تعاطي هؤلاء النساء للدعارة اقتصادي بالأساس، حيث يكون الزوج عاطلا عن العمل و لديهم أطفال فيضطرن لهاته الأفعال لإعالة الأسرة، وغالبا ما يكون الزوج على علم بأن زوجته تتعاطى الدعارة لكنه يتغاضى عن ذلك، لأن هاته الأسر وصلت لحالة من الفقر تجعلها تتغاضى عن الحرام، وذلك في ظل انعدام الأخلاق والقيم المجتمعية، لذلك نلح من خلال دراستنا أن الأمر خطير جدا ويجب الوقوف عنده بشكل مسؤول لكي لا يتفشى أكثر. وحسب اللقاءات التي جمعت بزاد بهؤلاء النساء فالدعارة لديهن موسمية، مثلا الدخول المدرسي لاقتناء الأدوات المدرسية و الملابس للأبناء، بعض الأعياد كعيد الأضحى ... هذه الدراسة التي كان الهدف منها-حسب تصريح بزاد لـالتجديد التركيز على نشاط يعتبر أكبر مصدر للأمراض المتنقلة جنسيا ويتعلق الأمر بالدعارة لمعرفة الأسباب الرئيسية للتعاطي لها وبالفعل وجدنا أن الدعارة مرتبطة بشكل وثيق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للأشخاص اللذين يمارسونها. والأخطر من هذا أن النساء التي تتعاطى للدعارة لا تخاف على صحتها من أي مرض مهما كان خطيرا، وهن بذلك ينتحرون دون وعي بذلك. وعن اختيار الدعارة عوض العمل قالت بزاد، أن العديد من النساء اخترن الخدمة في البيوت أول الأمر لكن لزهد الأجر تحولت للدعارة، ولذلك نكرر أن المسألة تحتاج وقفة حقيقية من كل الجهات المسؤولة، و مجهودات من الحكومة، من الجمعيات المعنية، الإعلام، سيما التلفزيون لأن هؤلاء النساء غير واعيات بالوثائق التي يمكننا توزيعها بل يحبذون التفرج على أفلام وثائقية قريبة من لهجاتهن لفهم سلبيات ما يقبلن عليه.