أطلقت جهة الشمال الغربي لحركة التوحيد والإصلاح حملة حجابي عفتي للتذكير بواجب الستر على المرأة ولترشيد حجاب المحجبات وإعادة الاعتبار لمواصفاته باعتباره رسالة حضارية ومنارة إيمانية وأخلاقية وحصنا للقيم المجتمعية وما يقصد إليه لباس التقوى الذي يرفع الله به المرأة إلى منزلة الطهر والعفة. ويؤكد الدكتور محمد بولوز، رئيس المكتب التنفيذي الجهوي ، في هذا الحوار أن حملة حجابي عفتي تهدف إلى تثبيت المهتديات للباس الشرعي حتى يتحققن من الشروط الواجب توفرها ويقاومن مظاهر تمييع حجاب المرأة المسلمة، ثم إلى تذكير أخواتنا الغافلات عن الحجاب أصلا حتى ينتبهن إلى أن الله عز وجل الذي أمرهن بالصلاة والزكاة والحج والصدق وغيرها من الأوامر أمرهن أيضا أن يدنين عليهن من جلابيبهن ويضربن بخمورهن على جيوبهن. ونبه بولوز إلى أن هناك جهات تسعى إلى تفريغ الحجاب من كل دلالات الستر والحياء؛ ليتحول إلى متعة ذاتية من قبيل حجاب الموضة وإلى عادة اجتماعية أيضا. وأبرز المتحدث أن الحجاب لا يعوق أي وظيفة مناسبة للمرأة، مشددا على أن كل من يقاوم مظاهر التزام المرأة المسلمة بزيها الإسلامي إنما يسبح ضد تيار الصحوة المباركة ويحارب المرأة في أبسط حقوقها الطبيعية.. لنتابع الحوار.. هل حملة حجابي عفتي حملة لدعوة المتبرجات إلى الحجاب أم دعوة لترشيد المحجبات أنفسهن إلى إدراك مقاصد الحجاب شكلا ومضمونا؟ إيمانا منا في جهة الشمال الغربي لحركة التوحيد والإصلاح بأن الحجاب طاعة ربانية ورسالة حضارية ومنارة إيمانية وأخلاقية. وكونه حصنا للقيم النبيلة، وبأن لباس التقوى يرفع به الله المرأة إلى منزلة الطهر والعفة والنقاوة، نخوض غمار هذه الحملة المباركة مستحضرين مع الأسف الشديد، ما انتشر في السنوات الأخيرة من أنماط وأشكال متعددة من الحجاب غابت فيها المقاصد التربوية والأخلاقية، حيث تم تفريغ الحجاب من كل دلالات الستر والحياء؛ فتحول إلى متعة ذاتية (حجاب الموضة) وإلى عادة اجتماعية، وقاصدين تصحيح مجموعة من المفاهيم والمقاصد المتعلقة بالحجاب شكلا ومضمونا ومساهمين في إعادة الاعتبار لحجاب المرأة المسلمة و لشروطه الشرعية بما يحقق مقاصده في الستر والعفة؛ فالحملة تستهدف اللواتي لم يحتجبن بعد، وكذلك اللواتي يفرطن في شروطه ومواصفاته ومقتضياته. فبقدر ما يفرح المرء باتساع أثر الصحوة الدينية في مجتمعنا وتزايد القناعة المبدئية بكثير من المبادئ التي ظلت إلى عهد قريب غريبة مستغربة كمسألة حجاب المرأة المسلمة، بقدر ما ينتاب المرء في نفس الآن تخوف من النكوص والاختراق وعملية الاسترداد التي تحدث بالتدريج حتى يعود سلطان التبرج من جديد ليسحب البساط من لباس الستر والعفاف ويفرغه من محتواه الشرعي ومقاصده الوقائية والتربوية. لهذه الاعتبارات جعلنا من مقاصدنا في حملة حجابي عفتي أولا تثبيت المهتديات للباس الشرعي حتى يتحققن من الشروط الواجب توفرها ويقاومن مظاهر تمييع حجاب المرأة المسلمة، ثم في المرتبة الثانية جعلنا الحملة مناسبة لتذكير أخواتنا الغافلات عن الحجاب أصلا حتى ينتبهن إلى أن الله عز وجل الذي أمرهن بالصلاة والزكاة والحج والصدق والوفاء وغيرها من الأوامر أمرهن أيضا أن يدنين عليهن من جلابيبهن ويضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ولا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وعموما أن يتجنبن تبرج الجاهلية الأولى وكذا جاهلية زماننا في السلوك واللباس. هناك من يدافع عن حجاب الموضة حتى من بعض الدعاة الشباب باعتبار أنه الأفضل أن تضع مثل هذا الحجاب المودرن ثم تتدرج فيه إلى أن تضع الحجاب كاملا، على أن تكون كاشفة متبرجة سافرة.... كيف ترد؟ الأصل أن يعلم الإنسان دينه من البداية كاملا غير منقوص، فيتعلم الصلاة كما فرضت، وتتعلم المرأة ما يجب من الستر وشروط اللباس الشرعي من ستر جميع البدن عدا الوجه والكفان، وألا يكون رقيقا يكشف ما تحته، ولا ضيقا يجسم ما وجب ستره، ذلك أن التشريع قد كمل بانتقال نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى الرفيق الأعلى ولا مجال للزيادة فيه أو النقصان باسم التدرج.. نعم، يمكن الانتقال بالمدعو من العقائد إلى العبادات إلى المعاملات والآداب، كما في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنما نزل أول ما نزل منه (أي القرآن) سور من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا تاب الناس إلى الإسلام ؛ نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء (لا تشربوا الخمر) لقالوا: لا ندع الخمر أبداً ولو نزل (لا تزنوا) لقالوا: لا ندع الزنا أبدا). فمتى وقفنا مع المدعو على أمر واجب وجب طرحه كاملا كما شرع في الكتاب والسنة. ومن ذلك واجب اللباس الشرعي وشروطه الكاملة، وإلا وقعنا في رفض شيء قبلناه منه أول مرة.. كيف يمكن لهذه الحملة حجابي عفتي أن تساهم بشكل ملموس في الدفاع عن الحجاب وإبراز أنه لا يتعارض مع عمل المرأة في أي مركز كان، خاصة في واقع صار فيه الحجاب بالمغرب معرضا لكثير من التضييقات، وخير مثال منع الحجاب في إدارة السجون وقبلها في الخطوط الجوية المغربية؟ من فلسفة الزي الإسلامي أنه وضع لتعرف المرأة بعفتها فيتعامل معها على أنها إنسان تقدر كفاءتها وعلمها وعملها دون طغيان لغة الجسد والإغراء وما يثيره التبرج من فتن وما يحركه من غرائز وما يزرعه من ظنون وشكوك وشبهات وتهديد للأعراض، والمرأة بحجابها وما معها من لباس التقوى يمكن أن تقتحم أي مجال من مجالات العمل المشروع المناسب لفطرتها وتكوينها وخصائصها ومن غير إهمال لوظيفتها الأساسية في رعاية النشء وتكوين رجال ونساء المستقبل، فالحجاب بذلك لا يعوق أي وظيفة مناسبة للمرأة، وكل من يقاوم مظاهر التزام المرأة المسلمة بزيها الإسلامي إنما يسبح ضد تيار الصحوة المباركة ويحارب المرأة في أبسط حقوقها الطبيعية ويدخل سواء شعر بذلك أو لم يشعر فيمن قال الله فيهم {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.. والأمر بالستر إنما هو أمر رباني وتوجيه نبوي، ومن يحارب ذلك إنما يحارب الله ورسوله، ومن كان ذلك حاله خسر دنياه وأخراه. كلمة أخيرة حول الحملة؟ أطلقنا نداء حجابي عفتي إشارة إلى مقصود الحملة في إعادة المضامين الشرعية والتربوية لهذه الشعيرة العبادية والتي تحتاج بدورها إلى الإخلاص والصواب في ذلك وفق ما رسمته الشريعة الغراء. ونهيب بالمناسبة بجميع إخواننا وأخواتنا أعضاء ومتعاطفين للانخراط بكل حماس ومسؤولية في هذه الحملة المباركة يحدو الجميع الطمع الشديد في الأجر والثواب ونيل رضا الله عز وجل والتطلع لجنانه، والمساهمة في إقامة جزء من الدين وإصلاح آفة في المتدينين وعموم مجتمع المؤمنين، آملين الاجتهاد المبدع في تنزيل وسائل الحملة، وإيجاد وسائل أخرى مناسبة لمختلف الفئات والأعمار{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُومِنُونَ}..