تصدر خبرها صفحات الجرائد الوطنية، وأصبحت قضيتها على كل لسان، ومن المحتمل أن يأخذ الموضوع أبعادا دولية بعد دخول القنوات العربية والأجنبية على الخط... اكتفى الرئيس الفرنسي ساركوزي برسالة للمواساة، وشرح حيثيات الخطأ الإداري الذي حصل في قنصلية فرنسابفاس... ثم تبع ذلك مراسلات من وزيره في الخارجية ووزير الهجرة ونواب برلمانيين... وكأنهم أحسوا بالتناقض الصارخ بين شعاراتهم الإنسانية وعدم إسعاف إنسان يواجه خطر الموت... إنها عائشة مختاري، القاطنة بوجدة، والتي ابتلاها الله تعالى بسرطان العظام منذ شهور، يحكي عبد العزيز شقيقها، وهو إطار بنكي بوجدة، أن أخته البالغة من العمر 50 سنة تعرضت للإهمال أثناء إقامتها بأحد المستشفيات بالبيضاء، ثم خضعت إلى أربعة حصص من العلاج الكيميائي خلال الأسبوع الواحد؛ بالمركز الجهوي للأنكولوجيا الحسن الثاني بوجدة مما سبب لها فقر الدم. بعد ذلك، تقدمت بطلب الحصول على التأشيرة من القنصلية الفرنسية بمدينة فاس، بعد حصولها على موعد مع الطبيب المعالج بفرنسا. لكن صدمة المريضة كانت قوية عندما رفضت القنصلية منحها تأشيرة السفر بغرض العلاج؛ دون إعطاء مبرر أو توضيح، الأمر الذي جعل حالتها تستفحل أكثر، يقول أخوها وَفَّرْنا جميع الوثائق المطلوبة لملف المريضة وأمنا جميع المصاريف وأدينا مبلغ واجبات الفيزا دون أن يرجع لنا ذلك، وأتساءل بالمناسبة إلى أين تذهب تلك الأموال التي تجمع من جيوب مرضى وفقراء في حاجة إلى عناية بدل الإذلال والتحقير....بعد التقصي في الأمر واستفسار كبار المسؤولين في فرنسا، تبين لأسرة المريضة أن القنصلية الفرنسية أخطأت في الرد على المريضة، لأن مواطنة جزائرية تقطن في وهران، وتسمى كذلك مختاري عائشة، كانت قد تقدمت بطلب التأشيرة لفرنسا بغرض السياحة، فتوصلت المواطنة الجزائية بالقبول، وتوصلت المواطنة المغربية المريضة بالرفض، دون أن يكلف الموظف نفسه عناء التأكد من المعطيات الأخرى كالسن والإقامة وغيرها، واكتفى بالاسم الذي ظهر له على شاشة الحاسوب. وعندما طلب من القنصل بفاس تعليل الرفض امتنع عن تقديم جواب شاف للأسرة.يضيف مختاري بأسف وحسرة لـالتجديد أنه سلم ملف أخته يدا بيد لياسمينة بادو وزيرة الصحة المغربية أثناء زيارتها الأخيرة لوجدة، واتصل بوالي الجهة الشرقية، واتصل بالعديد من كبار المسؤولين في المغرب، ولم يتلق من أحد ولو كلمة مواساة أوتضامن. لقد قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزراؤه بالرد على رسائل عبد العزيز مختاري شقيق عائشة المريضة، والتعبير عن تفهمهم وإحالتهم على المصالح الفرنسية المختصة، وتم إرجاء موعد الفحص وزيارة الطبيب الاختصاصي بالمعهد الأنكولوجي كوستاف روسي بالضاحية الباريسية (فوريال 95) لأربع مرات، ولن تكون هناك مرة خامسة، مع العلم أنه تمت تأدية جميع واجبات الفحص للمعهد، والطبيب المعالج ينتظر، والمريضة تنتظر، وأسرتها تنتظر، في الوقت الذي غابت عناصر القرار بالقنصلية الفرنسية والسلطات الحكومية الفرنسية، إضافة إلى انعدام أي تحرك من المسؤولين المغاربة لفعل أي شيء في اتجاه إنقاذ عائشة مختاري؛ المغربية التي طلبت تأشيرة الدخول إلى فرنسا من أجل إقامة قصيرة قصد زيارة الطبيب متخصص في علاج داء السرطان على نفقة أخيها المقيم بفرنسا وبضمانة العودة.