أكدت مصادر مطلعة لـ التجديد أن محمد ساجد عمدة مدينة الدارالبيضاء اعترف أمام لجنة الميزانية التي انعقدت يوم الإثنين 27 أكتوبر 2008 بتخصيص دعم مالي يقدر بـمليار و100 مليون سنتيم لنبيل عيوش، 700 مليون سنتيم منه منحت له بصفته رئيس مؤسسة الفنون الحية، لأجل بناء مسرح خاص به على شاكلة مسرح المخرج المسرحي الطيب الصديقي بشارع غاندي، ومبلغ 400 مليون سنتيم بصفته رئيس جمعية الصورة للجميع لأجل مشروع بناء ما سمي بـ قاعات سينمائية شعبية؛ على تراب خمس مقاطعات (سيدي مومن، سيدي عثمان، وابن امسيك، والفداء، ومولاي رشيد). في حين أن المبلغ المخصص لأزيد من 200 جمعية بالدارالبيضاء لم يتجاوز 200 مليون سنتيم. وشددت مصادر مسؤولة بمجلس مدينة الدارالبيضاء أن ساجد قال لأعضاء لجنة الميزانية الذين ساءلوه عن تفويت أراض بدون سند قانوني لنبيل عيوش، أن الوعاء العقاري (يقدر بـ 5000 متر مربع)، المخصص لأجل تنفيذ هذا المشروع وضع رهن إشارة عيوش فقط، وعلق مصطفى الحيا، رئيس لجنة الإعلام والتواصل بمجلس المدينة، على عبارة رهن إشارة بأنها محاولة من ساجد لتعليل قراره، مشددا في تصريح لـ التجديد على أنه من الناحية القانونية لا توضع الأراضي رهن إشارة أي مؤسسة إلا بقرار من مجلس المدينة، وهذا برأيه يكرس العشوائية. ومن جهة أخرى تساءل الحيا عن الامتياز الذي منحه عمدة المدينة لمؤسسة الفنون الحية التي يرأسها عيوش، على الرغم من أن جمعيات أخرى كانت قد قدمت ملفها بعرض أحسن. مطالبا بأن يعود الامتياز إلى الجمعيات التي تستحق ذلك. ومن جهته أكد مصطفى رهين، رئيس اللجنة الثقافية بمجلس مدينة الدارالبيضاء، أن جمعية نبيل عيوش، منذ أن بدأ المجلس الحالي للجماعة الحضرية وهي مدعومة، وتستفيد من مبالغ مالية باهظة بقرار من بعض الجهات (لم يسمها)، وبدون استشارة المصالح المعنية، وأكد إلى جانب ذلك أن عيوش استفاد من مركب ثقافي اتخذه مقرا دائما لاجتماعات جمعيته ولنشاطاتها. وكان مصطفى رهين أكد أن عمدة مدينة الدارالبيضاء لم يفتح طلب عروض أو باب المنافسة أمام جهات متعددة كانت ترغب في إنجاز مشروع القاعات السينمائية الشعبية، واقتصر على مؤسسة عيوش فقط، مشيرا إلى أن هذا الموضوع لم يناقش في دورات المجلس ولا في اجتماعات اللجان، ولم تستشر فيه لجنته. وقال لـالتجديد: أولا ، لا يحق لرئيس الجماعة الحضرية منح عيوش هذه الأراضي بدون مقرر من المجلس ومصادقته، ثانيا لنفرض أن المجلس صادق على ذلك، فكيف يعطاه هذا الدعم وتحرم منه جمعيات فاعلة في الدارالبيضاء؛ تقدم مشاريع أقوى من مشروع عيوش، وثالثا فنبيل عيوش اشتهرت مؤسسته بتقديم مشاريع وهمية..، وأكد رئيس اللجنة الثقافية لـ التجديد على أن نبيل عيوش ليس الوحيد الذي يتلقى هذا الدعم الاستثنائي، وإنما هناك مؤسسات أخرى تسندها بعض الجهات بدون استشارة، وحمل رهين في ذلك المسؤولية لمجلس المدينة، مشددا على أنها ليست مسؤولية سياسية، ولكنها مسؤولية قانونية، إذ كيف يعقل أن تفوت أملاك المواطنين بدون سند قانوني، ويقدم دعم لجمعيات كبيرة باسمها فقط وليس بأعمالها، يضيف رهين.