وزّعت منظمة أمريكية أكثر من 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي يسيء للإسلام خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف التأثير على الناخب الأمريكي وجعله يصوِّت للمرشح الجمهوري جون ماكين. وتزعم المنظمة أن ماكين سيسعى لمواجهة الإرهاب ودرئه، بينما يمكن أن يجعل المرشح الديمقراطي باراك أوباما الوضع أسوأ. وتضمن الفيلم الذي تكفّلت بإنتاجه منظمة كلاريون ومقرّها نيويورك مشاهد تَحْوِي لقطات لبعض الهجمات في مختلف أنحاء العالم. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تكاليف إنتاج وتوزيع الفيلم التي قُدِّرت بـ50 مليون دولار، دُفِعت من قِبَل صندوق كلاريون، وهو صندوق يقول القائمون عليه: إنه غير هادف للربح، وتمّ إنشاؤه بهدف توعية الأمريكيين بشأن قضايا الأمن القومي للتأثير على الناخبين. وقد أدان العديد من أعضاء الجماعات الإسلامية الفيلم، واصفين إياه بالتحريضيّ، وأن من شأنه أن يحرّض على العنف ضدهم. وقال إبراهيم هوبر (المتحدث باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير): إن الفيلم يأتي ضمن حملة واسعة تهدف للتأثير على الانتخابات، وهو ما يتناقض مع برنامج مؤسسة غير هادفة للربح مثل صندوق كلاريون. وقام المجلس بتقديم عدة شكاوى إلى لجنة الانتخابات الاتحادية الشهر الماضي، متهمًا تلك الجماعة بتعزيز المرشح الجمهوري جون ماكين على حساب الديمقراطي باراك أوباما الذي يزعم أن له أصولاً إسلامية. وردًا على هذه الشكاوى قامت لجنة الانتخابات الاتحادية وقوانين الضرائب بمنع تلك المؤسسة غير الهادفة للربح من تعزيز أي من المرشحين. وقد بدأ توزيع الفيلم في ولايات فيرجينيا وكولورادو وفلوريدا وأوهايو، حيث بدأ سكان فيرجينيا بالفعل في مشاهدة أقراص الفيديو التي تحوى الفيلم الأسبوع الماضي. فيما رفضت مؤسسة كلاريون الكشف عن هوية الجهات المانحة التي موّلت صناعة الفيلم؛ لأنهم يخشون من تقديم دعاوى قضائية ضدهم، كما لا يوجد بالقانون ما يلزمها بالكشف عن هؤلاء الممولين.