اتهم محمد العسلي بعض الجهات بتسريب معلومات مكذوبة عن البحث الذي أجرته معه الشرطة القضائية يوم الجمعة الماضي، وقال في اتصال هاتفي أجرته معه التجديد : بعض الجهات تسابقت لتسريب الخبر إلى بعض الجرائد، وادعت أن لي حسابات مالية ضخمة، دون أن تحترم سرية البحث، واتهم العسلي هذه الجهات بكونها تحمل نية مبيتة لخدش صورته والإساءة إلى سمعته الفنية والثقافية، وأكد العسلي أنه بالفعل استدعي للبحث يوم الجمعة الماضي، وأن الشرطة القضائية تقصت موضوع حساباته البنكية ونشاطه السينمائي والعقاري منذ الثمانينيات، ونفى أن يكون البحث أشار إلى موضوع السوريين بأدنى إشارة، وتعليقا على هذه الاستدعاءات من قبل الشرطة القضائية والهدف منها قال العسلي: لا علم لي بما يريدونه مني، فقد أدليت بكل ما يطلبونه من معلومات، وأظن أن هذه الاستدعات ستبقى سيفا مسلطا على رقبتي . واعتبر العسلي أن الحملة التي تستهدفه تقوم بها جهات أضرها الموقف الواضح الذي أعلنه في مهرجان طنجة السينمائي، والذي وصفه بـ الموقف الواضح المدافع عن قيم هذه البلاد وهويتها وأهلها، وذلك عندما انتفضت ضد الصورة الاختزالية والأحادية والمشوهة للمغرب، والتي قدمها فيلم ماروك، مستندا في ذلك على اعتبارات فنية وسينمائية، لم يقع الرد عليها بالحجة المناسبة، ولهذا لا أستبعد أن الحملة الحالية هي جزء من سياسة تحجيم عدواني لمسار فني سينمائي يقدم نموذجا مختلفا عن النموذج الذي يراد له أن ينتشر ويسود، على الرغم من اصطدام هذا الأخير مع مقومات الهوية المغربية، ولذلك فهي تقوم ، يضيف العسلي بتشويه صورتي وسمعتي الفنية والثقافية، كما اعتبر العسلي أن الجهات التي تستهدفه بسبب إسهامه في جريدة المساء لا تريد أن تفهم أنه لا يتدخل في الخط التحريري لهذه الجريدة، وليست له أية مسؤولية مباشرة فيها، ودعا العسلي إلى احترام القانون في تدبير هذا الملف، مؤكدا على أن لا أحد فوق القانون. وكان المخرج السينمائي محمد العسلي قد استدعي من قبل الشرطة القضائية للبحث في موضوع علاقته بالسوريين المهربة للعملة، ولم تثبت أية صلة له بالموضوع. وسبق للعسلي أن أكد لـالتجديد أنه لم يكن يعلم أن المواطن السوري مبحوث عنه، ولا تربطه به أية علاقة، سواء كانت تجارية أوثقافية أوسياسية، سوى أنه سبق أن عمل عنده كحافر للآبار. وأوضح أن كل ما في الأمر هو أنه استضاف مواطنا سوريا يدعى ياسر؛ يعمل في القرية التي يسكن فيها بضواحي مدينة المحمدية، وهذا الشخص معروف لدى السكان أنه يعمل حفارا للآبار. والعسلي من الفنانين المعروفين بانتقادهم لكل ما يمس الهوية المغربية، إذ سبق أن انتقد عرض فيلم ماروك لمخرجته ليلى المراكشي بمهرجان طنجة السينمائي، واعتبره يهدف إلى إشاعة ثقافة الهيمنة الغربية مقابل الدعم المادي والإعلامي الذي تتلقاه المراكشي من جهات أجنبية، حسب تصريحات صحفية. ولم يستبعد متتبعون أن يكون الهدف من استنطاق العسلي هو استهداف المساء باعتباره، أحد مؤسسيها، والتي سبق أن صدر حكم قضائي، ما يزال في مرحلة الاستئناف، يقضي بتعويض مالي قدره 60 مليون سنتيم وبغارمة مالية قدرها 12 ألف درهم، لفائدة وكلاء الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير؛ على خلفية قضية شواذ القصر الكبير. يذكر أن العسلي من مواليد سنة ,1957 ودرس السينما في مدرسة ميلانو بإيطاليا، وعمل منتجا لسنوات طويلة، كما قدم إلى شاشة السينما العربية واحدا من أفضل أفلامها الملائكة لا تحلق فوق الدارالبيضاء، وحصد العديد من الجوائز الدولية. وقام بتأسيس استوديوهات كان زمان والمركز الأورومتوسطي للسينما السمعي والبصري في مدينة ورزازات، والذي تخرج منه العديد من الطلبة قبل أن يتوقف لصعوبات مالية. والعسلي عضو لجان تحكيم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية؛ كان آخرها مهرجان قرطاج السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، كما ترأس لجنة التحكيم في مهرجان الإمارات ,2005 وكان عضو لجنة التحكيم في مهرجان الإسكندرية .2005