ماذا عن مشوارك الفني؟ جاءت البداية مع المدرسة، حيث كنت أدرس في مؤسسة تديرها الراهبات اللواتي لاحظن اهتمامي بالرسم والألوان والصباغة، فساعداني على إبراز طاقتي الإبداعية. فاستمر الوضع هكذا إلى أن شاركت في مسابقة تشكيلية وطنية على مستوى المؤسسات التعليمية، حيث أحرزت على الجائزة الأولى. إلا أنه بالفعل كان لوالدي الفنان التشكيلي بوشعيب الدكالي رحمة الله عليه دور كبير في تعاطي الفن التشكيلي، لأنه ترك أثرا فنيا في البيت، وترك كذلك ذكراه الطيبة في البيت، حيث كان الكل يتحدث عنه وأنا صغيرة كانسان شامخ وقوي ومناضل من أجل وطنه وآسرته. وأنا اليوم أحاول أن أسير في مشواره الفني. ومن بين الفنانين الذين أعجبت كثيرا بأعمالهم؛ الفنان بنيسف وكذلك الفنانة الشعيبية، بالرغم من الانتقادات التي وجهت إليها في البداية. ربما لأنني ابنة الشاوية تعجبني الألوان التي كانت توظفها في لوحاتها. بالنسبة لأعمالي، كان أول عمل هو المعرض الذي قمت به في سيدي بليوط بمدينة الدارالبيضاء كتجربة فردية، وقد لقي هذا المعرض استحسان واهتمام الصحافة. المعرض الثاني كان كذلك بالدارالبيضاء، وكان دوليا، نظمته إحدى الجمعيات، والمعرض الأخير كان بمدينة الرباط، وقد لقي نجاحا هو الآخر. بالنسبة للمواضيع، فموضوعي الأساسي هو المرأة والحصان؛ لأن الحصان رمز نبيل وقوي، والمرأة هي العطاء كله والتضحية، خصوصا عندما تتلقى الرعاية الكاملة. ولذلك فأنا عندما أوظف تيمة المرأة فهدفي هو عدم تهميشها في المجتمع، وإبراز دورها الكبير في جميع مناحي الحياة الزوجية والاجتماعية والثقافية. ما هي الصعوبات التي تواجهينها كفنانة؟ هناك صعوبات جمة؛ من بينها أنني امرأة ومتحجبة، لأننا في الوسط الفني لا نستسيغ رؤية امرأة محجبة داخل هذا الميدان، وكأنها كائن غريب جاء من كوكب آخر ، بحيث أصبحت لدى الأوساط الفنية قناعة أن الفن يرتبط بالتحرر والسيجارة و... والحقيقة أن الحجاب أوالتدين بصفة عامة لا يمثل عائقا أمام الإبداع، بل بالعكس يعين على فرض الذات وتفهم الآخر وإعطاء القوة والثقة بالنفس. ثم هناك صعوبة التوفيق بين العمل الفني ومتطلبات الأسرة، خصوصا تربية الأولاد. فالمعاناة موجودة، وربما هي التي تعطي القوة لإبداعنا، فالمعاناة تولد الإبداع والفن. لكن أقول إنني لو كنت في ظروف أخرى(ولو أن هذه أقدار) ربما قد أبدع أكثر. كيف ترين الفن التشكيلي في المغرب، وما هي أعمالك القادمة؟ الفن التشكيلي في المغرب يعيش ازدهارا، و يمكن القول إننا اليوم أصبحت لدينا ثقافة فنية، بالرغم من أن البعض يحاول أحيانا أن يتاجر فيه. لكن مازال الفنانون المغاربة يحتاجون للدعم وللاهتمام، وأشدد على كلمة الاهتمام. أما بخصوص الجديد فأنا الآن بصدد تهيئ لوحات فنية جديدة من أجل إقامة معرض ناجح بكل المقاييس، كما أنني استدعيت للمشاركة في معرض آخر.