من أجل إخصاب تراث فاس الزاخر الذي يغطي مجالات متنوعة فنيا وثقافيا وحضاريا، ولفت انتباه الناشئة ودعوتها الى الإنصات إليه بالصورة واللون، أطلقت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة -فاس بولمان -المسابقة الجهوية الكبرى في الفنون التشكيلية، وأرست جوائز مالية في سابقة الأولى من نوعها قصد تحفيز طلبة الفصول واستدراج أصابعهم الفنية الى الألوان والخطوط لرسم تاريخ المدينة الروح التي يحتفل العالم بمرور 12 قرنا على تأسيسها. الدكتور حسن أمزيل مدير الأكاديمية اعتبر في كلمته الافتتاحية «خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين» أن تظاهرة في الفن التشكيلي بهذا الحجم هي الحلقة التي كانت تفتقد إليها سلسلة الأكاديمية في مجال الإبداع ». وأضاف أمام حشد من أولياء أمور الطلبة الفائزين وجمهور نوعي حج الى القاعة الكبرى بالأكاديمية الجمعة الماضي «إن معرض الفنون التشكيلية الذي نتشرف بتدشينه اليوم، يبرز بالملموس أن الاستعداد والقابلية للإبداع حاضرة دائما لدى ناشئتنا، بل وبمستويات هامة تدعونا إلى تجاوز الصعوبات والإكراهات التي تحيط بتدريس مادة التربية التشكيلية بالجهة، والمرتبطة أساسا بالبنيات والشروط، وأكد عزم إدارته على تحقيق طموح آخر ملح، ويتمثل في إحداث شعبة للفنون التطبيقية من أجل رفع نسبة الموجهين لهذه الشعبة، كما ستعمل الأكاديمية على تفعيل أندية الفنون التشكيلية بالمؤسسات التعليمية بما يليق وإعداد مشاريع تنسجم مع فلسفة الفنون المعاصرة». تقرير لجنة التحكيم المكونة من الأستاذة والأساتذة خديجة طنانة (فنانة تشكيلية) رشيد المومني (شاعر وفنان تشكيلي) مصطفى مزوار (مفتش منسق جهوي لمادة الفنون التطبيقية) امحمد بنكيران (فنان ومفتش لمادة الفنون التشكيلية) عبد السلام المساوي (كاتب وشاعر) والتي كلفت بانتقاء اللوحات الفائزة في المسابقة الجهوية الكبرى للفنون التشكيلية ، وبعد نقاش مستفيض حول المعايير الفنية والشروط التقنية، ودراسة مختلف الجوانب والخصوصيات المرتبطة بالأعمال المترشحة، سجل بارتياح انخراط عدد كبير من تلامذة الجهة بتلقائية في هذه المسابقة الفنية الهادفة، حيث أقبلوا على رسم مدينتهم وتشكيلها، يغمرهم فرح الاحتفاء بعبق عمرانها وتاريخها، وهو ما اعتبرته اللجنة مؤشرا مهما على تشبُّع الفنانين الصغار بقيم المواطنة والاعتزاز بالتاريخ. أما على المستوى الفني، فقد لاحظت اللجنة الحضور التلقائي والعفوي في الإبداع، علاوة على أن هناك تمثلا جليا لشرط الموضوع ودمجه في التشكيل بما يتلاءم وتطلعات الأنامل الفتية والقلوب البريئة للناشئة». من جهة أخرى أجمعت اللجنة على أن ثمة تفاوتا أحيانا يكون محتدا حتى داخل السلك التعليمي الواحد، وهو ما حدا بالتقرير الى تبريره من منطلقين الأول تنوع البيئات التربوية للمشاركين، أما العامل الثاني يفسره حضور تأطير الأساتذة أو غيابه. اللجنة نبهت في تقريرها إلى أن التأطير الذي يحيد عن القواعد والتوجهات، ينعكس سلبيا على المنتوج، وهذا ما لاحظته في لوحات بعض المؤسسات التعليمية، التي وإن اتسمت بتطبيقها قواعد الرسم واستعمال الألوان، إلا أنها جاءت نمطية ومتشابهة على مستوى الموضوع وبعض مكوناته الجزئية. لما كانت هذه المسابقة مسابقة مدرسية صرفة، فقد استحضرت اللجنة هذا الأفق التربوي الذي يتقصى إرهاصات الإبداع وطلائع الخلق الفني لدى الناشئة في هذا الفن التعبيري البصري، مبرزة في سياق بثها في حوالي 90 لوحة، أن «إجادة القواعد شيء مطلوب، وهذا الأمر آخذ طريقه في كثير من الإبداعات المعروضة، لكن القواعد وحدها لا تخلق عملا متكاملا، تؤكد اللجنة» فالخيال المجدي هو القوام الذي يتأسس عليه أي عمل فني ناجح أو قريب من تخوم النجاح.. وهو المعيار الذي كرسته اللجنة أثناء الفرز والانتقاء. اللجنة أشارت أيضا إلى أن هناك أعمالا تقارب أفق الاحتراف، وتنأى عن السياق العام لهذه المنافسة المدرسية، لذلك، اقترحت في هذا الشأن أن لمثل هذه الأعمال مجالا آخر للتصريف والترويج. وبالمقابل أوصت بضرورة رعاية المواهب المعلن عنها في هذه المسابقة الهامة، وإعطاء التربية الفنية والتشكيلية ما تستحقه من عناية لبلوغ الأهداف المنشودة. وفي الختام أعلنت لجنة التحكيم أسماء الفائزين بجوائز المسابقة، وهي كالتالي: 1 - التعليم الابتدائي الجائزة الأولى: أيوب باتم من مؤسسة لقمان الحكيم للتعليم الخصوصي المنزل (صفرو) - الجائزة الثانية: ندى نمر من مؤسسة لقمان الحكيم للتعليم الخصوصي المنزل (صفرو) - الجائزة الثالثة: كريم الزاوية من مدرسة الإمام مالك(فاس) - الجائزة الرابعة: خولة وديع من مدرسة ابن زهر (فاس) - الجائزة الخامسة: ميمي محمد من مؤسسة لقمان الحكيم للتعليم الخصوصي المنزل (صفرو) - الجائزة السادسة: سلمى بوعرايس من مؤسسة لقمان الحكيم للتعليم الخصوصي المنزل (صفرو). 2 - التعليم الإعدادي الجائزة الأولى: مريم اليوسفي من الثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي نيابة بولمان - الجائزة الثانية: المهدي اليمني من الثانوية الإعدادية الشريف الإدريسي إيموزار كندر نيابة صفرو - الجائزة الثالثة: سحر بنعدي من الثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي نيابة بولمان - الجائزة الرابعة: محمد بن الحسين من الثانوية الإعدادية وادي الذهب نيابة بولمان - الجائزة الخامسة: فؤاد الزهر من الثانوية الإعدادية ابن عاشر نيابة فاس - الجائزة السادسة: خديجة بحادي من الثانوية الإعدادية صلاح الدين الأيوبي نيابة فاس. 3 - التعليم الثانوي الجائزة الأولى: عمر كرامة من ثا. ابن الهيثم نيابة فاس - الجائزة الثانية: ابتسام بوسنينة من ثا. أم أيمن نيابة فاس - الجائزة الثالثة: حميد أوشرو ثا. 2أكتوبر إيموزار مرموشة نيابة بولمان - الجائزة الرابعة: أيمن بناني من م.م. مدارس محمد الفاتح نيابة فاس - الجائزة الخامسة: محمد نوفل من تاشفين ثا. أم أيمن نيابة فاس الجائزة السادسة: كريم الغربي من ثا. ابن الهيثم نيابة فاس. وتجدر الإشارة الى أن لوحة الملصق للتظاهرة صممها الفنان عبد السلام عقال، كما شاركت في المسابقة الجهوية الكبرى في للفنون التشكيلية كل من نيابة فاس 51 لوحة، نيابة إقليمصفرو 20 لوحة، نيابة إقليم بولمان 12 لوحة. الى ذلك تسلم الفائزون جوائزهم النقدية فور الإعلان عن فوزهم ضمن التظاهرة الفنية حضرها فاعلون من مختلف شبكات المجتمع المدني ، و جمهور نوعي ووثقتها قنوات تلفزية ورجال إعلام سمعي بصري ومكتوب، على رأسهم القناة الأولى والثانية.