قال والي بنك المغرب في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء إن تأثر الأزمة المالية العالمية لم يظهر بعد في المغرب، وأن البلاد في المقابل قد تستفيد من تداعياتها، وأضاف أن الانكماش في الاقتصاد العالمي قد يؤدي إلى ارتفاع تحويلات الجالية المغربية، ويقلل من مخاطر التضخم المرتبطة بالمواد المستوردة. كما قلل والي بنك المغرب من مخاطر تأثير الركود في أوروبا على تراجع التحويلات المالية للمهاجرين إلى ذويهم، لأن الجالية لا تشتغل في قطاعات اقتصادية استراتيجية فالمهاجرون يعملون في ميادين لا يقبل عليها الأوروبيون، وبالتالي لن يتأثروا أولاً بالأزمة. وبالعكس من ذلك توقع الجواهري أن يعمد بعض المهاجرين المغاربة إلى تحويل مدخراتهم إلى المغرب مخافة انهيار البنوك التي وضعوا فيها أموالهم. وتعليقا على ما ذكر، وصف المستشار المالي أنس الحسناوي ورئيس مجموعة دولية للمال والأعمال في تصريح لـ التجديد أن تصريحات الجواهري هي مجرد تطمينات لنفسية المتعاملين في السوق المالية والمستثمرين بالمغرب، مضيفا أن البورصة المغربية هي الأخرى انخفضت مؤشراتها في الفترة الماضية لعوامل نفسية بالدرجة الأولى رغم عدم ارتباطها العضوي بالأسواق العالمية. وقال الحسناوي إن الأزمة الحالية لن تدفع الجالية إلى الزيادة من حجم تحويلاتها إلى المغرب، لأن ثمة عراقيل ضريبية وضعت أمام آليات التمويل الإسلامي، في مقابل مباشرة السلطات الفرنسية مثلاً لإجراءات لاعتماد تلك الآليات بوتيرة سريعة، وهو ما سيدفع المهاجرين المغاربة هناك إلى تحويل جزء من استثماراتهم إلى فرنسا، سيما من الجيل الثاني والثالث الذي لا يرتبط بوطنه الأم بنفس درجة الجيل الأول.