الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. محب جنابنا الشريف الأستاذ عبد الأإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فقد تلقينا بعميق الأسى وشديد التأثر، النبأ المحزن لرحيل المشمول بعفو الله تعالى ورضاه المجاهد الكبير المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي لبى داعي ربه راضيا مرضيا، في ليلة القدر المباركة، بعد عمر حافل بالكفاح المستميت والصادق، دفاعا عن سيادة المغرب ووحدته، والمقاومة الباسلة في سبيل استقلاله وكرامته، في وفاء راسخ للعرش العلوي المجيد، على امتداد حياته الزاخرة بالتضحية والعطاء. وبهذه المناسبة المحزنة نعرب لك، ومن خلالك إلى حزب العدالة والتنمية، قيادة وقواعد، عن تعازينا الحارة ومواساتنا الصادقة، في فقدان هيأتكم السياسية الموقرة، لرئيسها المؤسس، الذي أبلى البلاء الحسن سواء في تاريخ الحركة الوطنية، كأحد قادة المقاومة وجيش التحرير، أو في معركة الجهاد الأكبر، مناضلا سياسيا حكيما، متشبعا بقيم دينه السمح، وهويته المغربية الأصيلة. وبوفاته يكون المغرب وهيأتكم السياسية، قد فقدا نموذجا يحتذى في التشبث بإمارة المؤمنين، والتعلق بثوابت الأمة ومقدساتها، والنهوض بأمانة وصدق ونكران ذات، بالمسؤوليات الوازنة والمهام الجسيمة التي تقلدها، مهنيا وسياسيا وحكوميا وحزبيا، متحليا في كل المراحل وسائر الظروف والأحوال، بالإخلاص والالتزام، بالقيم الدينية والوطنية المثلى، جاعلا مصلحة الوطن العليا في الوحدة العقدية والمذهبية، والسيادة وقدسية الثوابت وحرمة المؤسسات، تسمو فوق كل اعتبار. والله تعالى نسأل أن يوفي للفقيد الكبير الجزاء على ما أسداه للوطن والعرش والأمة، من جليل الأعمال، ويسكنه فسيح الجنان، مشمولا بالمغفرة والرضوان. كما نضرع إليه تعالى أن يسدد خطاك في السير على نهجه القويم، وفيا على الدوام للقيم السامية التي جعلته من الرموز الخالدة للحركة الوطنية المغربية. {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}. و{إنا لله وإنا إليه راجعون} صدق الله العظيم. وحرر بالقصر الملكي بتطوان في يوم السبت 26 رمضان الأبرك 1429 هـ الموافق 27 شتنبر 2008 محمد السادس ملك المغرب