وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله برقية تعزية إلى الاستاذ محمد بوستة جاء فيها : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه محب جَنَابنا الشَّريف الوطني الغيور والأستاذ الجليل سي امحمد بوستة عضو مجلس رئاسة حزب الاستقلال رئيس مؤسسة علال الفاسي السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد ، فقد علمنا ببالغ التأثر وعميق الأسى، بالنبإ المحزن لوفاة شقيقتكم المشمولة بعفو الله تعالى، المرحومة زهرة بوستة تغمدها سبحانه بواسع غفرانه، وأسكنها فسيح جنانه، مع عباده المنعم عليهم بالجنة والرّضوان. وبهذه المناسبة المحزنة، نعرب لك ولكريمتي الفقيدة المبرورة، سعيدة وليلى أصلحَهما الله، وأشقائك الأجلاء، الدكتور عمر، وحفصة وحبيبة رعاهم الله، ومن خلالكم لكافة أهلكم وذويكم، محبي جنابنا الشريف، المتعلقين بالعرش العلوي المجيد، من عائلات بوستة والحنفي وبنزاكور وبنسليمان والخطيب وحصار، عن أحر تعازينا، وأصدق مشاعر مواساتنا، في هذا المُصاب الأليم، الذي لا رادّ لقضاء الله فيه، سائلين الله تعالى أن يُلهمكم جميعاً جميل الصبر وحسن العزاء. كما ندعوه عز وجل أن يتغمد فقيدتكم العزيزة بواسع رحمته وشامل عفوه، ويمطر عليها شآبيب غفرانه، وأن يسكنها إلى جوار الروح الطاهرة لزوجها المرحوم الحاج عبد الرحمان بوستة، فسيح جنانه، وأن يجزل ثوابها على ما قدمت بين يدي ربها من أعمال مبرورة، ويلقيها نظرة وسرورا، ويجعلها ممن يصدق فيهم قوله عز من قائل: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي» صدق الله العظيم. وإذ نشاطرك وأسرتك الكريمة أحزانهم في هذا الرزء الفادح، ضارعين إليه سبحانه أن يحفظك وذويك من كل مكروه، وأن يطيل عمرك، ويديم عليك أردية الصحة والعافية والهناء، لنؤكد لك عبارات تقديرنا الكبير لما عهدناه في شخصك الموقر، الذي عز نظيره، مِن خصال المواطنة الملتزمة، والغيرة الوطنية الصادقة، التي يسجل التاريخ أنك من رجالاتها الأماهد وقادتها الأفذاذ، وكذا لما هو مشهود لك به من نزاهة وأمانة والتزام، وحكمة وحنكة، وكفاءة واقتدار، وتفان ونكران ذات، في خدمة المصالح العليا للوطن، في وفاء مكين وإخلاص متين لمقدسات الأمة وثوابتها، وتشبث بهويتها وإنسيتها المغربية الأصيلة. مع سابغ عطفنا ورضانا وموصول رعايتنا السامية وفائق اعتبارنا. (وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم. وحرر بالقصر الملكي بتطوان في يوم الجمعة 25 ربيع الأول 1431 ه الموافق 12 مارس سنة 2010 م. محمد السادس ملك المغرب