كان من المفترض أن يعرض فيلم دابليو لمخرجه اوليفر ستون عن الرئيس الأمريكي جورج بوش وحياته السابقة الماجنة ثم تدينه في الثامن من يناير للعام المقبل، لكنه قدم الموعد إلى الثلاثين من شهر أكتوبر القادم أي خمسة أيام فقط من الانتخابات الأمريكية. و من المعروف ان اوليفر ستون كان قد اخرج فيلمين يتعرضان لحياة رئيسين أميركيين سابقين ، ففي عام 1991 قدم فيلم جي اف كندي عن اغتيال الرئيس الأميركي كندي في عام 1963 ، وقدم في عام 1995 فيلم نيكسون عن حياة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون. من جهته أعلن المخرج مايكل مور عن عرض فيلمه الوثائقي الأخير ثورة المتهربين مجانا على شبكة الانترنيت ابتداء من 23 شتنبر الجاري. ويصور الفيلم جهود مور لتسجيل الناخبين الشباب الذين استسلموا للامبالاة و عدم الاكتراث في عام .2004 و كان من المتوقع أيضا أن يطرح فيلم ريجيلوس الذي أخرجه لاري تشارلز في دور العرض في الصيف لكن ارجا إلى شهر أكتوبر و بالتحديد قبل الانتخابات الأمريكية لتعزيز أهميته لدى الجمهور الأمريكي و خصوصا وأن الفيلم يعرض لآراء بعض السياسيين الديمقراطيين. فيلم آخر ينضاف إلى هذه القائمة من الأفلام ألا و هو فروست/نيكسون للمخرج رون هوارد حيث يعرض فيه صيغة جديدة لمسرحية بيتر مورغان حول اللقاء الذي أجراه المذيع البريطاني ديفيد فروست مع الرئيس نيكسون حول فضيحة ووترجيت. و أفلام أخرى لا يسع المكان لذكرها. و يتوخى منتجو هذه الأفلام التي لها علاقة بالسياسة و الانتخابات الأمريكية والتي تندد كذلك بوكالات الاستخبارات المركزية الأمريكية و أساليب التحقيق التي تنهجها، حسب تعليق احد النقاد الأمريكيين، من طرحها قبيل الانتخابات أولا إنجاحها جماهيريا(لان المتفرج الأمريكي غالبا ما يبتعد على هذا النوع من الأفلام كما بالنسبة لقضية العراق) وثانيا التأثير على الرأي العام وصناع القرار. كل هذا يوضح مدى تفاعل السينما مع السياسة الامريكية ومدى تأثير الصورة على المتفرج الأمريكي. وقد اشرنا في مقال سابق إلى الدور التي تلعبه الصورة والسينما في تشكيل وعي الجمهور الأمريكي على جميع الأصعدة السياسية و الاجتماعية و الفكرية و على مستوى علاقته مع الآخر. ولذلك فالناخب الأمريكي لا ينتخب رئيسه انطلاقا من برنامجه السياسي وإنما انطلاقا من الصورة التي يروجها الإعلام له. وعلى هذا الأساس نجد كل الرؤساء الأمريكيين يتقنون التمثيل و يجيدون كيفية الوقوف أمام الكاميرا والتفاعل معها لا سيما عند المناظرات الاستعراضية و ليس الانتخابية. انه نمط الحياة الامريكية. ماذا لو كان للسينما في العالم العربي نفس التأثير على المتفرج و على الانتخابات العامة؟