ارتفع عدد حالات الإصابة بداء السرطان والقصور الكلوي في المدة الأخيرة بشكل كبير بسوس ماسة ، خاصة في إقليمي اشتوكة أيت بها وأولاد تايمة . ويرجع السبب، حسب مصدر مسؤول، إلى الاستعمال المكثف والعشوائي للمبيدات الكيماوية الفلاحية. وحسب ذات المصدر فقد بلغ عدد المصابين بمرض السرطان؛ الذين يتابعون علاجهم بمستشفى الحسن الثاني الجهوي في أكادير بسبب الاستعمال المكثف للمبيدات الكيماوية الفلاحية ( حوالي 70 %) من مناطق أولاد تايمة واشتوكة أيت باها وتيزنيت، وهي مناطق معروفة بانتشار الضيعات الفلاحية بها ، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الليالي التي قضاها مرضى السرطان بدار الحياة التابعة لجمعية للاسلمى لمحاربة السرطان إلى أزيد من ستة آلاف ليلة مبيت إبان السنة المنصرمة. هذا، وقرر البرنامج الأفريقي الخاص بمخزونات المبيدات الكيماوية الفاسدة، الاهتمام بالملف ضمن برنامج جهوي متعدد الشركاء ، أدرج المغرب في مجال اشتغاله. غير أن البرنامج المذكور اقتصر على إقليمي اشتوكة أيت بها وتزنيت في مراحله الحالية، لكون إقليم شتوكة أيت باها يعرف استعمالا مكثفا لتلك المبيدات بالموازاة مع التطور السريع للفلاحة به، واستقطابه للشركات المتعددة الجنسيات؛ التي تستثمر في المجال الفلاحي. أما إقليمتزنيت فقد جاء اختياره لنفس الأسباب، إضافة إلى كونه الأكثر مساسا بالمبيدات التي يتم استعمالها في محاربة الجراد، حيث يحرص المسؤولون على حماية اشتوكة أيت بها من الجراد بتكثيف محاربته بتزنيت. ويهدف البرنامج بشكل عام إلى المحافظة على صحة السكان والبيئة عبر تقوية قدرات الجمعيات التنموية المحلية في مجال تتبع تأثير المبيدات الكيماوية الفلاحية على الصحة والبيئة، والقيام بأنشطة تحسيسية بخطورة المواد الكيماوية على الصحة والبيئة، والمشاركة في اللقاءات الوطنية والدولية التي تهتم بالمشكل. ويهدف البرنامج أساسا إلى التخلص من مخزونات المبيدات الفاسدة بإفريقيا بطريقة إيكولوجيا مقبولة للمساهمة في المحافظة على صحة السكان والبيئة، واتخاذ التدابير الوقائية للحد من تكوين مخزونات جديدة في المستقبل عبر فلاحة نظيفة تستعمل وسائل المعالجة الإيكولوجية، وتقويم الحاجيات الضرورية من المبيدات وإعداد ظروف جيدة لنقل المبيدات وتخزينها واستعمالها، وتجميع المبيدات غير المستعملة وحاوياتها في ظروف وقائية. ويشتغل البرنامج على جمع المبيدات الفاسدة والتخلص منها عبر الإحصاء، والجمع، والنقل، والتخلص بمواقع متخصصة معترف بها، مع العمل على تقوية القدرات الوطنية في مجال تتبع تأثير المواد الكيماوية الفلاحية على الصحة والبيئة، والتحسيس والوقاية، مع إشراك الجمعيات في تنفيذ البرنامج بالقيام بأنشطة التحسيس والتواصل والترافع والمراقبة وإنجاز الدراسات الميدانية وتنظيم التظاهرات.