أنحت صحيفة بريطانية بجزء كبير من اللوم في اندلاع حرب القوقاز -التي تدور رحاها الآن بين جورجيا وروسيا- على الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي شبهته بمن عجز عن الوفاء بوعده. فقد كتب شون ووكر –مراسل صحيفة إندبندنت في العاصمة الجورجية تبليسي– يقول ما زال من غير الواضح من الذي بدأ هذه الحرب الصغيرة القذرة ومع ذلك يبدو من الصعب ألا نستنتج أن اليد الطولى في هذه اللعبة البالغة الخطورة هي لساكاشفيلي نفسه عندما أمر بشن عدوان واسع النطاق على أوسيتيا الجنوبية الخميس الماضي. وقال إن تصرف الرئيس الجورجي –الذي لا يتجاوز عمره أربعين عاما– في الأسبوع المنصرم جاء على نحو متوقع, إذ طالما ظل لغزا سياسيا. فقد تعامل معه الغرب عندما اعتلى سدة الحكم إثر ما عرف بالثورة الوردية وكأنه المخلص الذي قدّر له أن يجلب معه الحرية والديمقراطية لبلده القوقازي الصغير ومن ثم نشرها في باقي الإقليم. لكن الزعيم الجديد سرعان ما أصبح العدو الأول في قصر الكرملين الروسي, الذي بات يضمر له الكراهية بالقدر الذي أصبح فيه مثار إعجاب البيت الأبيض الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من وزراء ساكاشفيلي الرئيسيين في العشرينيات من أعمارهم, مضيفة أن هذا الفريق الشاب ارتكب أخطاءً لكنه انبرى لأداء عمله بحيوية وروح مثالية لا نظير لها في المنطقة. ومع أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بدا عليهما السرور من زعيم يريد الانفتاح على الغرب ويتحدث لغته, فإن الشكوك ظلت تساورهم من أنه قد يأتي أحيانا بتصرفات غير متعمدة أو خاطئة. وقد غلب على لغته تجاه روسيا الاستفزاز, وأظهر إبان سحقه احتجاجات الشارع الجورجي العام الماضي نزعة اتسمت بالقسوة والتهور. وقد أساء تقدير مدى الدعم الذي سيحصل عليه من الغرب في حال نشوب حرب, وبدا واضحا في مؤتمره الصحفي الذي عقده في تبليسي أمس أنه كان في غاية الإحباط من تجاوب المجتمع الدولي معه والذي اقتصر على تأييد شفوي فاتر. وخلص الكاتب إلى القول إنه إذا لحقت الهزيمة بجورجيا في أوسيتيا الجنوبية ومع الرد الروسي الذي سيصرف المستثمرين الأجانب لبعض الوقت, فإن الضحية السياسية الأولى لهذه الحرب سيكون ساكاشفيلي نفسه.