نفى قيادي إسلامي موريتاني أن يكون الانقلاب الذي قاده رئيس أركان الحرس الرئاسي الجنرال محمد ولد عبد العزيز على الرئيس الموريتاني السابق المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله تدشين لمرحلة جديدة من الصراع بين المؤسسة العسكرية الحاكمة في وتيار الإسلام السياسي الذي كان مشاركا في حكومة ولد الواقف السابقة. وأكد رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل محمد جميل منصور في تصريحات لـ قدس برس أن الانقلاب الذي جرى يوم الأربعاء 6 غشت 2008 في موريتانيا كان تتويجا لصراع طويل بين مراكز النفوذ الكبرى ولا علاقة له بالإسلاميين، وقال: موضوع الانقلاب العسكري الذي شهدته موريتانيا لا علاقة له بالإسلاميين لا سلبا ولا إيجابا، والمسألة كلها صراع بين أصحاب النفوذ، وتحديدا بين المؤسسة العسكرية والرئيس، وقد أخذ في البداية وجها سياسيا فلما استعصى على المؤسسة العسكرية الإطاحة بالرئيس سياسيا باشر الانقلابيون الإطاحة به بالقوة . ونفى منصور وجود أي قنوات اتصال بين قادة الانقلاب وقيادات الجبهة الديمقراطية لمواجهة الانقلاب ، التي تشكلت عقب الانقلاب بين أحزاب العهد الوطني للتنمية والديموقراطية و اتحاد قوى التقدم و التجمع الوطني للإصلاح والتنمية إضافة إلى التحالف الشعبي التقدمي الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب مسعود ولد بولخير، وقال: ليس هنالك أي حوار بيننا وبين قادة الانقلاب، ونحن مستمرون من جهتنا في تصعيد معارضتنا للانقلاب عبر الوسائل السياسية والسلمية ورفضنا لسياسة فرض الأمر الواقع . وكشف منصور النقاب عن أن خلافا حادا ظهر بين قادة الجبهة الديمقراطية لمواجهة الانقلاب وبين الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي الذي زار موريتانيا والتقى بمختلف القوى السياسية فيها، وقال: لقد التقينا بالأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية وأبلغناه احتجاجنا على تصريحاته التي فهم منها أنه متفهم للانقلاب، وقد قدم تفسيرا فهم منه أنه اعتذار وتعهد بنقل الموقف إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية لأخذه بعين الاعتبار في الاجتماع الوزاري المخصص لدراسة الوضع الموريتاني . واستبعد منصور أن يكون الانقلاب الذي جرى في موريتانيا قد جرى بغطاء دولي، وقال: حتى الآن يظهر أن القوى الدولية كلها رافضة للانقلاب ومنددة به، وعلى الرغم من تردد فرنسا في بادئ الأمر فإنها عادت وانتقدت الانقلاب ورفضته، وبالتالي الجهات الدولية حتى الآن موقفها رافض للانقلاب، وهو ما يرجح أن الانقلاب كان تتويجا لصراع داخلي بحت ، على حد تعبيره.