اتهمت مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة المصرية القاهرة، محمد دحلان قائد ما يُعرف باسم التيار الانقلابي في حركة فتح بالوقوف خلف أحداث غزة الأخيرة منذ تفجيرات شاطئ غزة وصولاً إلى المعركة في حي الشجاعية بغزة، التي أدّت إلى فرار محسوبين على هذا التيار إلى الجانب الصهيوني. ونقل الكاتب والإعلامي المصري المتخصص بالشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي، في تصريحات لـ قدس برس ، معلومات عن ما وصفها بمصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى في القاهرة، أنها تتهم محمد دحلان، بأنه كان يدير المعركة التي جرت بين أجهزة الأمن الغزية والمتحصنين في المربع الأمني التابع لعائلة حلس شرقي غزة. وحسب المصادر؛ فإنّ المعركة كان يديرها عن بعد محمد دحلان، لمصلحة إسرائيل ، وأنه يتنقل بين القاهرة والأردن والضفة الغربية لإدارة هذا الصراع، في وقت لا تريد فيه إسرائيل أن تخرق التهدئة بشكل مباشر فعمدت إلى إثارة هذا الصراع لإفشال جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية التي باشرت القاهرة إليها هذه الأيام ، كما نقل الدراوي عن تلك المصادر. وتوقع الدراوي أن تثير هذه المعلومات، عن تورّط محمد دحلان في أحداث غزة وحي الشجاعية، استياء مصرياً، وأن يصبح دحلان شخصاً غير مرغوب فيه في القاهرة ، كما قال. يذكر أن تقارير كانت قد تحدثت عن أنّ الانتقال المفاجئ للقيادي في فتح أحمد حلِّس إلى الجانب الصهيوني، على هامش مواجهات حي الشجاعية بغزة ليل السبت الماضي، قد جرى بموجب ضغوط كبيرة مورست عليه من مسلّحي عائلة حلِّس ومن أطراف في حركة فتح ، دفعت باتجاه المواجهة مع حماس بأي ثمن، رافضة الامتثال لتسليم المطلوبين لأجهزة الأمن الغزية الذين تأويهم العائلة، بحيث وجد القيادي نفسه منساقاً لتلك الضغوط مع احتدام المواجهات. وبخروجه بهذه الطريقة من قطاع غزة، والتجائه إلى الجانب الصهيوني، يكون القيادي البارز في فتح أحمد حلِّس، حسب بعض المراقبين، قد قطع الطريق عملياً على فرصه المستقبلية في قيادة حركة فتح في قطاع غزة، خاصة وأنّه ظهر على شاشات التلفزة ليدلي بالتصريحات من مستشفى سوروكا الصهيوني ببئر السبع، ما أثار استياء في صفوف أتباعه. وتحدّث محللون عن أنّ انعكاس هذا التطوّر داخل فتح سيكون بمثابة مكسب مباشر للتيار المنافس له في القطاع بزعامة محمد دحلان، الذي يتحرك ضمن عواصم الجوار ويحاول استعادة بعض النفوذ الميداني الذي فقده في قطاع غزة إثر مواجهات حزيران (يونيو) 2007. يُشار إلى أنّ وثائق ومعلومات نشرتها مجلة فانيتي فير الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري، تحدثت عن أنّ الإدارة الأمريكية نسّقت خطة لسيطرة مجموعات من مسلحي فتح يقودها محمد دحلان على قطاع غزة، وخصصت لها أموالاً طائلة وتجهيزات وفيرة، وضمنت لها تدريبات وتحركات لوجستية على المستوى الإقليمي.