انتقد كاتب وإعلامي أردني بارز بشدة طلب ياسر عبد ربه مستشار رئيس السلطة الفلسطينية إلى السلطات المصرية اعتقال وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية في غزة سعيد صيام، كما انتقد كذلك كشف عزام الأحمد، النائب عن حركة فتح ، عن مخطط لإعلان قطاع غزةإقليماً متمرِّداً، يخضع لسيطرة عصابة عسكرية مسلحة . وأعرب الكاتب والإعلامي الأردني عريب الرنتاوي في مقال له في صحيفة الدستور الأردنية، عن أسفه لهذين الموقفين من عبد ربه والأحمد، مؤكداً أنّ ذلك ليس إلاّ تعبيراً مكثفاً عن انحدار الخطاب السياسي وتهافته . وقال الرنتاوي موقفان مثيران للسخرية والشفقة صدرا عن أوساط ومصادر السلطة الفلسطينية في رام الله: الأوّل، تضمنته مذكرة الجلب التي أصدرها ياسر عبد ربه، العضو الأزلي في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بحق سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة الأمر الواقع المقالة في غزة. والثاني، صدر عن عزام الأحمد، العضو المراقب في اللجنة المركزية لحركة فتح حين كشف عن توجّه لدى السلطة، تجري دراسته منذ عدة أسابيع، لإعلان قطاع غزةإقليماً متمرِّداً، يخضع لسيطرة عصابة عسكرية مسلحة، في إشارة لحركة حماس . وقال الرنتاوي إنّ شعوراً بالخزي يداهمنا ونحن نتصفح مثل هذه العنتريات ، التي إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على أنّ السادة في رام الله، صدّقوا أكذوبة السلطة والسيادة ، وأخذوا يتقمصون الأدوار والشخصيات، كما لو كانوا في فيلم هوليوودي، مملّ وغير مسلٍّ بالطبع، فهذا يطلب من معالي - لاحظوا معالي - النائب العام، إصدار مذكرة الجلب، وذاك يتحدث عن إقليم متمرد ، لكأنّ السلطة أنجزت بسط سلطتها على المقاطعة في رام الله، ولم يتبق لها سوى استعادة السيطرة المفقودة على الإقليم المتمرد، أو لكأن أي منهم قادر على مغادرة منزله أو مكتبه دون تنسيق أمني مع الإسرائيليين ، كما كتب. وحذّر الرنتاوي من أنه كيف يكون الحوار فيما مذكرات الجلب تتطاير هنا وهناك، وكيف تكون المصالحة وطنية، فيما الفصيل الذي حصل على أكثر من ثلثي مقاعد التشريعي (في إشارة إلى حماس ) يُعلَن عنه كعصابة عسكرية اختطفت إقليما وأخضعته لسيطرتها، في تمرد على سلطة رام الله؟ . ووصف الكاتب والإعلامي الأردني هذه المواقف والتصريحات، بأنها تعكس انحداراً في الخطاب السياسي وتهافته، وقال هي إن دلّت على شيء فإنها تدلّ على انشغال أصحابها بكل شيء، ما عدا الصراع الرئيس مع الاحتلال، وتبرهن على أنّ الصراع على السلطة وفي سبيلها؛ قد تحوّل إلى قضية حياة أو موت بالنسبة لهؤلاء ، على حد وصفه.