استمرت الاتهامات والاتهامات المضادة بين حركتي حماس و فتح على خلفية تفجيرات شاطئ غزة يوم الجمعة 25 يوليوز 2008، فبعد أن أعلنت حماس أن التحقيقات الأولية حول التفجير الذي استهدف منزل القيادي فيها مروان أبو راس وانفجار شاطئ غزة الذي أودى بحياة طفلة صغيرة، تشير إلى ضلوع قيادات في حركة فتح في هذه التفجيرات، سارعت فتح إلى نفي هذه الاتهامات واعتبرت أن ما جرى في غزة هو جزء من صراعات داخلية آخذة في التنامي بين أجهزة حماس العسكرية . وقد أدان عضو حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح محمد الحوراني في تصريحات لـ قدس برس تفجيرات غزة، ووصفها بأنها جريمة نكراء، ونفى أي علاقة لفتح بها، وقال: حركة فتح تعتبر ما حصل في غزة من تفجيرات جريمة، ولا يقع هذا في منهجها وسلوكها، وتدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية وتطالب حماس بالموافقة على تشكيل هذه اللجنة، أما أن تكون حماس هي الخصم والحكم ولا تقبل بلجنة تحقيق فإن هذا يثير علامة استفهام كبيرة، لا سيما أننا نعرف أن لحماس أزمة داخلية تريد تصديرها للخارج . وأشار الحوراني إلى أن اتهام حماس لحركة فتح بالضلوع في هذه التفجيرات هو استسهال ما كان على حماس الوقوع فيه، وقال: يبدو أن حركة حماس تستسهل اتهام حركة فتح التي فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة والمطلوب إنهاؤها أمريكيا وإسرائيليا كحركة تحرر وطني، واستسهال اتهام حماس لحركة فتح ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية وعلى اتهام طاقات عريضة من قبل من كرسوا الانقسام، وقد حصل انفجار آخر على باب مقهى أودى بحياة المفجر نفسه قبل تفجيرات شاطئ غزة وكان من شخص قريب من حماس فما الذي يمنع أن يكون ما لحق من تفجيرات من ذات الجهات، لا سيما وأن الشارع الغزي يتحدث عن صراعات داخلية في صفوف أجهزة حماس العسكرية . ونفى الحوراني وجود أي تواصل بين حركتي حماس و فتح لتطويق الأحداث في غزة، وقال: حتى الآن الوسيلة الوحيدة للتواصل هي اقتحام أكثر من 40 جمعية ومقرا تابعا لفتح في غزة واعتقال أكثر من 160 من عناصر فتح ومن أعضاء لجنتها التنفيذية، هذا هو التواصل الوحيد الموجود بين حركتي حماس و فتح ، وقد عززت حماس هذا النهج بإصدار بيان شددت فيه على عزمها اجتثاث حركة فتح ، وهو مشروع لا يمكن أن يتحقق ودليل على الغضب وقلة الخبرة لدى حماس ، على حد تعبيره. لكن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة المقاومة الإسلامية حماس والقيادي البارز فيها الدكتور خليل الحية أكد في تصريحات لـ قدس برس أن اتهام حركة فتح بالضلوع في تفجيرات غزة لم يكن استسهالا ولا تسرعا، واعتبر أن الحديث عن خلافات داخل حماس هو الدليل الأول على صحة ضلوع فتح في التفجيرات، وقال: أولا مقولة أن هناك خلافات داخل حركة حماس كذبة أطلقتها فتح وصدقتها، وهي أول دليل على ضلوع فتح في الجريمة، لأنه لا توجد خلافات داخل حماس، ثم إن كل الدلائل الأمنية ومن اعتقل على هذه الخلفية ينتمون لحركة فتح ، وهنالك مواقع إعلامية تابعة لفتح تبنت هذه العمليات، وقد أصدرت كتائب العودة التابعة لـ فتح بيانا تبنت فيها العملية، ثم إن حديث فتح المستعجل عن أن ما جرى هو تصفية حسابات داخلية قبل أي تحقيق يكشف أيضا تورط فتح في هذه الأحداث، وما صدر من تصريحات لنبيل أبو ردينة في تلفزيون فلسطين من أن هذه العمليات ستستمر، ولم يصدر من فتح أي بيان رسمي يدين العملية ويستنكرها، فهذه هي الدلائل الأولية وسنعلن التفاصيل كاملة حال الانتهاء من التحقيقات . وأشار الحية إلى أن إقدام فتح على تنفيذ هذه العمليات يمثل في أحد جوانبه السياسة الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لاستئصال حماس ، وقال: واضح أن هذه التفجيرات تستهدف حماس وقياداتها، وهو الثمن الذي تدفعه حركة فتح لنيل الراتب من أمريكا وإسرائيل، وبالتالي لا حوار والدماء تسيل، ولا حوار مع هؤلاء القتلة . وعما إذا كان لدى حماس أي أمل بأن تقوم مصر التي يزورها الرئيس محمود عباس اليوم بأي دور لتطويق الخلافات بين حركتي حماس و فتح ، قال الحية: أتمنى من المصريين أن يمارسوا دورا ضاغطا على الرئيس محمود عباس، ولكن لا أتوقع أن مصر ستفعل ذلك، وهي تحتضن العديد من القتلة المتورطين في دماء شعبنا، وقد سلمنا لهم قائمة بأسماء هؤلاء وطالبناهم بتسليمها لكنهم لم يتجاوبوا معنا حتى الآن، وأعتقد أن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية والهادفة إلى إحداث الفوضى الخلاقة داخل الشعوب ، على حد تعبيره.