لقد كان مثيرا كما كان مستفزا أن يبقى مآل رفات الشهداء المغاربة بفلسطين مجهولا، وحتى بعد أن جرى الحديث عن تسليم الكيان الصهيوني لبعضهم لم يكن المغرب دولة وهيئات مهيئين لذلك، إلا من جهود فردية ومحدودة لنفاجأ بأن مبادرة الاتصال تأتي من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كما نفاجأ بإسم جديد لم يكن يتردد إعلاميا وهو الشهيد مصطفى قزيبر من الرشيدية، بل والأكثر من ذلك أن الجبهة اتصلت لتستطلع الرأي حول دفنه بفلسطين أو إرساله للمغرب، وكل ذلك بعد حوالي اسبوع من بدء ملف تبادل الأسرى ورفات الشهداء والقتلى. هل هذا أمر عاد؟ لا نعتقد ذلك فالمغرب الرسمي وبدرجة أقل منه المغرب المدني بقي مترقبا ومتابعا أكثر منه منخرطا في حمل ملف الشهداء المغاربة وضعهم في طاولة مفاوضات الأسرى والاستعداد لاستقبالهم ونقلهم، وكل ذلك يبدو محدودا. هذه الرسالة دعوة لاسترداك تعثر كبير في ملف لا نريد أن نكون فيه ناكري جميل إزاء من ضحوا بدمهم في سبيل قضية غالية على المغاربة ونابوا عنهم في أداء دين.