علمتالتجديد من مصادر بسيدي أفني أن الجنود المغاربة العائدين من مقرات عملهم بالمناطق الحدودية، وضعوا يوم الثلاثاء 10 يونيو 2008 شكايات لدى المصالح المختصة من أجل المطالبة بإنصافهم من الاعتداء الذي تعرضت له أسرهم في غيبتهم، إثر التدخل الأمني الذي عرفته المدينة، معززين تظلماتهم بصور توضح بشاعة ماحدث. وأكدت العديد من زوجات هؤلاء الجنود لــالتجديد أن بيوتهن تم اقتحامها بشكل هيستيري، وتعرضن للاستفزازات والتحرشات بالكلام الساقط من قبل المقتحمين، رغم أنهن لا علاقة لهن بموضوع الشغل ولا بالحركات الاحتجاجية لا من قريب ولا من بعيد. ومن جهة أخرى تأكد من مصدر مطلع أن فرق برلمانية تقوم بمساعي لتشكيل لجنة تقصي الحقائق في ما جرى بالمدينة خلال هذه الأحداث. ومنعت قوات الأمن صباح الأربعاء 11 يونيو 2008 الوقفة التي أعلن عن تنظيمها طلبة وأهالي أيت باعمران المقيمين بالرباط، بتنسيق مع التنظيمات الأمازيغية والحقوقية بالرباط، أمام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الذي طوق برجال الأمن منذ ساعات مبكرة من صباح يوم الأربعاء 11 يونيو 2008. وعبر منير كجمي، حقوقي ، عن أسفه لمنع هذه الوقفة السلمية؛ التي ليست إلا تعبيرا تضامنيا مع ساكنة سيدي إيفني، مشيرا إلى أن الجمعيات ستتخد إجراءات أخرى للتعبير عن تضامنها مع ما يحدث في سيدي إيفني. وقال كجمي في تصريح لـالتجديد إن اختيار أن تنظم الوقفة السلمية أمام المجلس الاستشاري حقوق الإنسان؛ كان بسبب رمزية هذه المؤسسة. وأكدت مصادر مطلعة أن الشباب المعتصم بالجبال يوجد في حالة جد سيئة ؛ سواء تعلق الأمر بالجانب الصحي أوالنفسي، وعن الأسباب التي دفعت هؤلاء للفرار إلى الجبال، قال أحدهم إن الوحشية التي تعامل بها رجال الأمن مع المنطقة، جعلتنا لا نطيق الوضع، كما أن الاعتقال سيكون هو مصيرنا إذا ما عدنا إلى بيوتنا وقال المتحدث نفسه ما دامت المدينة معسكرة، وقوات الأمن بمختلف أصنافها ترابط بالمدينة، فلا يمكننا الرجوع إلى منازلنا. ومن جهة أخرى، أفاد شاب من الفارين، التقته التجديد أنه بالجبال المحيطة بالمدينة يوجد ما لا يقل عن ستين شابا من من بينهم قاصرين معتصمون هناك، وأصبحوا يتسولون الطعام من بعض الدواوير. وفي هذا الإطار ناشد فاعلون سياسيون محليون المسؤولون بالعمل على إيجاد حل جذري لهذا الوضع، واستبعاد المقاربة الأمنية التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الاحتقان وردود الفعل، وسن سياسة شمولية تنموية تعيد إلى المدينة الحياة. وقال حسن خلفي، الكاتب المحلي لحزب الاستقلال بسيدي إيفني، إن التدخل الأمني الذي تم؛ وانتهكت فيه حرمة المساكن؛ أدى إلى احتقان ينبغي مقاربته مقاربة تنموية؛ عوض المقاربة الأمنية. وطالب يوسف أقشع، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية، بضرورة القطع مع جميع أسباب الاحتقان؛ من اجتناب مسلسل الشد والجذب، مناشدا المسؤولين بالتجاوب مع المساعي النبيلة؛ عبر إصدار عفو شامل عن كل الفارين والمتابعين، والانكباب على تنمية حقيقية، مشيرا إلى أن حفظ الأمن لا يمكن أن يبرر على الإطلاق ما عاينه المواطنون من اقتحامات ومداهمات للبيوت . ومن جانبه، أكد سليمان السكال، كاتب فرع الاتحاد الاشتراكي بسيدي إيفني، أنه لا أحد يستطيع تقديم ضمانات للشباب الفار من العودة إلى منازلهم، موضحا أنه ما دامت المدينة تعيش حالة حصار أمني، واستنفار بمختلف القوى؛ فلا يمكن لهؤلاء الشباب أن يعودوا. وفي موضوع ذي صلة، أفاد مصدر مطلع أن تحقيقا أمنيا فتح بخصوص معرفة من وراء تسجيل وقائع التدخل الأمني بالفيديو ووضعها على الموقع الإلكتروني يوتوب، ومعرفة بعض البيوت التي تم فيها التسجيل، كما أن نوادي الانترنت تخضغ لمراقبة أمنية. لمشاهدة لقطات حول أحدات سيدي إيفني: http://ca.youtube.com/watch?v=aNy5XmfjtmY&feature=related