كان من المنتظر ومن المؤمل أن يكون اليوم الإعلامي حول مناورات حلف الشمال الأطلسي بالمغرب، الذي انتبه المسؤولون على تنظيم المناورات إلى عقده أخيرا، مفتوحا على كل وسائل الإعلام، الوطنية منها بالخصوص، بجميع مكوناتها المكتوبة والمرئية والمسموعة، وكذا الرسمية منها أو المستقلة. لكن المدهش، حسبما أفادت به وكالة المغرب العربي للأنباء في قصاصة لها منشورة أمس (الإثنين)، أن هذا اليوم الإعلامي، الذي خصص مبدئيا لصالح وسائل الإعلام (على صيغة العموم كما ورد في القصاصة) بشأن المناورات متعددة الجنسيات التي تجري من 11 إلى 16 يوليوز الجاري بمنطقة طانطان تحت إشراف قوات التدخل والمساندة التابعة لحلف الشمال الأطلسي (الناتو) بمشاركة عسكرية مغربية، اقتصر فقط على كل من وكالة المغرب العربي للأنباء والقناة الثانية والإذاعة والتلفزة المغربية، دون أن يشمل باقي الصحف الوطنية التي تابعت وما تزال باهتمام قضية المناورات العسكرية لالناتو بالسواحل المغربية. وإن كان الظاهر أن منظمي هذا اليوم الإعلامي استهدفوا من خلال نشاطهم الإخباري الإعلام الرسمي بالخصوص، فإن الضرورة كانت بالمقابل تقتضي فتح ما يريد مسؤولو المناورات قوله على جميع مكونات الصحافة، الرسمية منها أو المستقلة، تبعا لمبدإ الحق في الوصول إلى المعلومة، خاصة وأن الأمر يتعلق بموضوع ذي أهمية بالغة على مستوى بعده الجيوسياسي بمنطقة شمال إفريقيا، مثلما أن الكثيرين من الصحافيين كانوا سيأتون إلى اليوم الإعلامي وفي جعبتهم عدد من الأسئلة بخصوص أبعاد هذه المناورات العسكرية وأفق ما ستسنح من فرص أعمق للتقارب المغربي مع حلف الناتو، ذلك على ضوء تصريحات أخيرة لمسؤولين بالبيت الأبيض التي أكدت منح المغرب وضع حليف أساسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اعتبارا للدور الاستراتيجي الذي يضطلع به المغرب في استتباب الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا. وللإشارة فإن هذه المناورات، التي اطلق عليها اسم ميد شارك - ماجيستيك إيغل04 وانطلقت في منتصف ليلة الأحد الإثنين، يشارك فيها إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب، كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا وتركيا وبريطانيا. ويساهم المغرب، من جهته، في هذه العمليات بأزيد من 750 فردا من القوات المسلحة الملكية وبباخرتين تابعتين للبحرية الملكية وبسربين من الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الملكية. ومن المنتظر أن تستمر هذه المناورات العسكرية، التي تنظم تحت إشراف قوات التدخل والمساندة التابعة لحلف الشمال الأطلسي بنابولي (إيطاليا)، إلى غاية 16 يوليوز الجاري. وبعلاقة بالموضوع، ذكرت صحيفة لاراثون الإسبانية أخيرا، نقلا عن مصادر من حلف الناتو، أن مناورات حلف الشمال الأطلسي بالساحل المغربي ترمي إلى الدفاع الافتراضي عن الممر البحري للصحراء من أية هجمات تفجيرية محتملة من قبل ما يسمى بالقاعدة. ووفق ما أفادت به الصحيفة فإن أحد أكثر ما يقلق زعماء حلف الناتو إمكانية وقوع أعمال إرهابية ضد بعض ناقلات البترول لدى مرورها عبر شواطئ جزر الكناري. يونس السلاوي