نظمت مجموعة البحث الجيوماتية والتهيئة بشعبة الجغرافيا في كلية الآداب بوجدة، بتعاون مع المديرية الإقليمية للفلاحة، وعدد من المؤسسات العمومية يوما دراسيا في موضوع الفلاحة والتنمية القروية بالمغرب الشرقي: أي إستراتيجية لتحقيق تنمية مستدامة في ظل الإكراهات الحالية والمستقبلية. وقد تناول اللقاء محورين أساسيين أولهما تنمية واستغلال الموارد الفلاحية بالجهة الشرقية، وثانيهما الاستراتيجيات الكفيلة بدفع عجلة التنمية القروية المنشودة إلى الأمام. ففي مداخلة للأستاذ الجامعي إدريس ختاش (جامعة محمد الأول) ركز على أن الموارد المائية تتعرض لضغط مستمر نتيجة للخلل بين الموارد المتاحة والاستغلال المتزايد، جراء التحولات الاجتماعية (ضغط ديمغرافي، تغير السلوكات عن طريق تحسن مستوى العيش، النمو الحضري، السياحة، الصناعة، توسيع وعصرنة الفلاحة المسقية...). وقال المتحدث نفسه إن مشاكل متعددة تعيق حسن تدبير الموارد المائية في حوض ملوية؛ منها ما هو مرتبط أساسا بنظام التساقطات، ومنها ما يتصل بمحدودية البنية التحتية الهدروفلاحية كتوحل حقينات السدود، ومنها ما هو مرتبط بجودة مياه بعض أقسام الجهة الشرقية، ومنها ما يتعلق بأنماط استعمال هذا المورد من لدن مختلف القطاعات، مما يسبب ضغطا متزايدا على الفرشات الباطنية. أما الجلسة المسائية فكانت تحت موضوع الاستراتيجية الجديدة للفلاحة والتنمية القروية، وفي مداخلة لمحمد خيار، مدير المديرية الإقليمية للفلاحة، قال إن هذه الأخيرة التي تدبر مساحة تصل إلى 160 ألف هكتار، وتتضمن لها مؤهلات عديدة كاتساع المراعي وإمكانيات إنتاج فصائل متنوعة من النبات، وموارد جوفية مستغلة بطرق غير ملائمة، إلا أنها تواجه صعوبات كالجفاف، والأنظمة والبنيات العقارية المعقدة، واستغلال مفرط للموارد... وقدمت أستاذان من جامعة محمد الأول، رفيقة بوعبد اللوي ونجاة العماري، عرضا حول دور التعاونيات الفلاحية في التنمية القروية بالجهة الشرقية، وأوضحتا أن القطاع الفلاحي بالجهة الشرقية يتميز بوجود تناقضات كبيرة ما بين الشمال والجنوب، بحيث تمثل مساحة الأراضي الزراعية بالجهة حوالي 9 ؟ من مجموع الأراضي الزراعية بالبلاد، ولا يستغل خلال الموسم الفلاحي سوى الثلثين تقريبا من هذه المساحة. .