يؤكد الحسين مديح أحد الناجين من محرقة ليساسفة أن الطابق الثالث كان يضم 46 عاملا وعاملة، نجا منهم 19 فردا، 8 رجال و11 امرأة، فيما توفي 27 عاملا وعاملة، 12 من هؤلاء الضحايا يسكنون بحي النسيم الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن موقع الشركة. وقال الحسين مديح لـ التجديد أن هذا العدد الذي نجا من عمال الطابق الثالث، تمت نجاتهم بطريقة تضامنية، حيث أن النيران وصلت الطابق متأخرة مما سهل الفرار من موت محقق حين صعدوا إلى سطح البناية المسقوف هو الآخر ب ديماتيك وعمدوا إلى إحداث ثقب فيه قطره 40 سنتيم، ثم صعد 4 عمال منه إلى الفضاءالخارجي للسطح، فيما ظل آخرون يمدونهم بالنساء الواحدة تلو الأخرى، لكن سقوط عاملة على باب السطح أدى إلى إغلاقه ومنع الباقون من ولوج السطح. وكل من بقي منهم بالطابق الثالث لم ينج منهم أحد. وأضاف مديح أنهم ظلوا فوق سقف سطح البناية أزيد من نصف ساعة، ولم يتمكنوا من مغادرته إلا بعد أن تدخل بعض عمال الشركة المجاورة بمد يد المساعدة عبر سلاليم خشبية تم وصل بعضها بالبعض الآخر لتصل إليهم، بالإضافة إلى مد حبال غليظة إلى حيث يتواجدون. وأفاد أنها كانت الوسيلة الوحيدة لنجاتهم في غياب رجال المطافيء والاغاثة الرسمية. وشدد مديح أنه كان من الممكن نجاة كل المتواجدين بالطابق الثالث لولا إنسداد باب السطح وهو المنفذ الوحيد للنجاة بالشركة ككل، لكون النوافد مسيجة ومحكمة الإغلاق بدعوى سد الدرائع عن هواة سرقة متاع الشركة أو تهريب منتوجات المصنع المتخصص في صنع الأفرشة التي تستوردها شركة موبيليا وكيتا بالدار البيضاء. كسر شباك النافذة وقفز منه كان الشاب البشير شكور والبالغ 19 سنة من عمره. الحالة رقم 12 التي استقبلها مستشفى ملازم أول بوافي، ممن تلقوا الاسعافات الأولية وغادروا المستشفى بعد زوال الأحد الماضي. وأكد البشير الذي التقته التجديد بالمستشفى، أنه كان في الطابق الثاني عندما رأى أدخنة النيران تتصاعد. أصيب بهلع شديد فكان أول ما فعله أنه أخد قنينة الإطفاء السريع لكنه وجدها فارغة، فكسر شباك النافدة بهذه القنينة، وبعد جهد جهيد تمكن من القفز، أصيبت رجله اليسرى بتوعك، ولكنه لا يصدق أنه نجا. ارتباك نفسي لازال يسيطر على البشير الذي لم يمض على اشتغاله بالشركة سوى شهرين، والتي يصفها بـ سجن عكاشة لأن لا تتوفر على منافذ وأبوابها تغلق بمجرد دخول العمال إليها. نجا من الموت بسبب الطرد عبد الله خياط عامل بالطابق الثالث، يقف إزاء ما خباه له القدر مشدوها. لقد أنقذ من موت محقق وجعلته العناية الإلهية في منأى عن محرقة ليساسفة. بعد أن التحق صباح السبت بالشركة متأخرا ببضع دقائق. فطرده الحارس بسبب ذلك. لا يكاد يصدق ما وقع له. رغم أن الحزن يملأ فؤاده بسبب موت أغلب من يعمل معه. الشجرة التي أنقذت رشيدة رماها زميل لها من الطابق الثالث فسقطت فوق شجرة محادية لمقر الشركة، ظلت جاثمة هناك وهي غائبة عن وعيها، ولم تستفق من غيبوبتها إلا بعد أن أطفا الحريق، بحيث قفزت من أعلى الشجرة وهي لا تكاد تعرف ما الذي وقع. بعد أن رأت جثث زملائها وزميلاتها تنقل متفحمة. عزيزة الزعلي