يجسد الطفل إسلام العسولي حالة من عشرات الحالات التي مازالت تتجرع مرارة الحرمان على أرض قطاع غزة المحاصر ولكنه ليس حرمانا من اللهو واللعب ولا من الطعام وأطايب الثمر ولكنه الحرمان من البلسم الشافي الذي قد يكون سببا في استئنافه لحياته مجددا كما باقي أطفال العالم. صراع مع المرض منذ الأعوام الأولى لإسلام بدأت تظهر عنده مشاكل في الدم حيث اكتشف الأطباء أن لديه سرطان بالدم ويحتاج لعملية نقل للنخاع وإلا سيكون توقف النمو هو المرحلة الأولى لما قبل الموت ، وقد دخلها اسلام فعلا فإسلام الآن يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف وليس لديه من الإخوة من يمكن أن يتبرع له بالنخاع الأمر الذي يستدعي سفره للخارج للعلاج وهذا ما سعى إليه الوالدين جاهدين للوصول إلى حل للمشكلة. والدة الطفل إسلام العسولي قالت بأن الأطباء نصحوني بإطعائه المحلول مدة 24 ساعة إلا أني رأفة بطفلي الذي التهبت أوردة يديه لا أضعها له إلا 18 ساعة فقط لأحافظ على حياته. وأحاول المواظبة على نقل وحدة دم كل أسبوع له في مستشفى النصر للأطفال. وتمنت الأم أن تجد في قلوب العالم الذي يطالب بحقوق الطفل أن ينظر إلى طفلها الصغير الذي حرم حق الابتسام واللهو مع الاطفال. سياسة المنع الأمني والد الطفل إسلام العسولي قال بأني سعيت جاهدا بأن استصدر تحويلة الى اسرائيل للعلاج وبالفعل حصلنا عليها ولما ذهبنا وجدنا بأن هناك ما ادعوه بسوء التنسيق فعدنا إلى غزة وحاولنا مجددا أن ننسق لعلاجه داخل اسرائيل إلا أننا فوجئنا بأن إسلام قد منع أمنيا من الدخول إلى إسرائيل.ويضيف الأب: لا أدري ما هو الجرم الذي اكتشفه إسلام ليمنع أمنيا وأي خطر قد يشكله طفل مصاب بسرطان الدم ليواجه بالموت حرمانا من الدواء؟! . حياة يريدها إسلام رغم قسوة المرض إلا أن الجميع يؤكد بأن إسلام طفل غير عادي فقد دهشنا عندما زرنا إسلام ووجدنا أنه على الرغم من صغر سنه إلا أنه يخصص ساعات من يومه يستخدم فيها الانترنت ليمارس ألعابا تعليميه كالرسم والتلوين وترتيب الحروف بل زاد من دهشتنا أنه يستخدم برامج محادثة ليكلم به خالته التي هاجرت إلى إحدى الدول الأوروبية. من يحيي روح أسلام؟! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من احيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذلك هو إسلام الذي ما زال ينتظر من يحيي نفسه بتقديم المساعدة له بعد أن منع من العلاج في اسرائيل وأصبح الحل الوحيد هو سفره إلى خارج فلسطينالمحتلة الأمر الذي يحتاج على مبالغ طائلة لا يستطيع انسانا من ذوي الدخل المحدود توفيرها لولده فكيف بالذي أطبقت عليه أنياب الحصار؟! فمن يعيد البسمة لإسلام؟؟