أكد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن العالم العربي يعاني حاليا من أزمات كثيرة, وأن وسائل وأجهزة الإعلام العربية هي انعكاس بوضعها الحالي لهذه الأزمة والواقع الذي يعاني منها. وقال هيكل في كلمة قصيرة وجهها إلى المتخرجين للدفعة الأولى لبرنامج زمالة مؤسسة هيكل في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة : إن الإعلاميين لا ينبغي أن يكون هدفهم صنع السياسة أو إعدادها , وأنه ينبغي أن يكون هدفهم تنوير الرأي العام بما يمكنا من صنع جيل قادر على تحمل المسئولية , فضلا عن ضرورة إعداد جيل صحفي قادر على ممارسة مهنة الصحافة , بشكل حقيقي وصحيح . ودعا إلى ضرورة التواصل بين الأجيال الصحفية الحالية , وبين الأخرى السابقة بهدف الارتقاء بالمهنة, وذلك في إشارة منه إلى أهمية مواجهة مستوى التدهور الذي تشهده بعض الصحف العربية حاليا. معربا عن أمله في أن يتجاوز العالم العربي أزمته الراهنة ,وأن يساهم الصحفيون في إنارة الطريق للقراء , والوصول بهم إلى الطريق الصحيح . مشددا على ضرورة الارتقاء بالمستوى المهني لشباب الصحفيين . وقال موجها حديثه لدفعة شباب الصحفيين: نحن صحفيون تخرجنا في ظروف صعبة , سواء كانت مهنية أو غيرها , وكنا مطالبون ساعتها بالتحدي , واثبات الذات, إلى أن تحقق ذلك , واليوم وفي ظل تحدي العصر , فان عليكم مواجهته. مشيرا إلى رغبته في أن تتمتع مؤسسته بالعمل المؤسسي , وأنه لذلك ينبغي عليها ألا ترتبط بأشخاص . وأضاف هيكل:إن شبابنا اليوم أصبحت فرصتهم كبيرة للاستفادة من تقنيات العصر . معربا عن أمله في أن تنجح مؤسسة هيكل خلال السنوات الخمس المقبلة في الدفع بكتيبة كبيرة من الصحفيين للساحة الصحفية , بعد تدريبهم على أحدث الوسائل المهنية وتقنيات التكنولوجيا الجديدة. وأشار إلى أن أمامنا جيل من الشباب , نأمل أن يتاح له الفرصة الكاملة لصقل موهبته , ليقوم بتأدية واجبه على المستوى الأكمل. ووجه الشكر إلى نقيب الصحفيين , مكرم محمد أحمد , على مشاركته حفل تخرج الدفعة الأولى من زمالة مؤسسة هيكل بجامعة أكسفورد البريطانية. ومن جانبه دعا مكرم محمد أحمد , نقيب الصحفيين المصريين, إلى ضرورة العمل على الارتقاء بالمهنة , لتكون أكثر حيوية ,قائلا لقد علمنا الأستاذ هيكل , أن العين لابد أن تكون دائما على المستقبل , موجها حديثه لهيكل قائلا :إننا نحظى بسعادة غامرة أن نكون في وجودكم , حيث تعلمنا منكم الكثير من الأداء المهني والأخلاقي , حتى أصبحنا على مستوى المصدر في المعرفة. وقال: إننا أمام مشكلة مهنية بالفعل, وهى مشكلة حقيقية , حيث نعاني من غياب للمعرفة بأصول المهنة , ما أوجدنا أمام حالات شاذة في مهنة الصحافة , من حيث نشر الأخبار والتحقيقات مجهولة المصدر, حتى أصبحنا أمام محنة حقيقية, وكارثة أخلاقية ومهنية . مشيرا إلى أن هذا كله يحدث في صحافة اليوم , على الرغم من تمتعها بقدر كبير من الحرية , بشكل يفوق ما كنا نتمتع بها في الماضي . ومن جانبه تعهد هاني شكر الله , , مدير مؤسسة هيكل , بأن تتجه المؤسسة إلى إصدار فوري للأعمال التي ترشح بها المتدربون في جامعة أكسفورد الحاصلين على زمالة مؤسسة هيكل , وذلك فور الانتهاء من إعدادها, على أن يتم انجاز ذلك أواخر الشهر الجاري . ومن جانبهم عرض المتدربون لمشاريع أعمالهم , ورصدت رانيا صالح , صحفية بصحيفة الوفد الحزبية , جانبا من دراستها حول كيف صور الكاريكاتير الأمريكي العدوان على العراق في الصحف الأمريكية .مؤكدة أنه تناوله بقدر كبير من النقد اللاذع , وخاصة الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني , وزير دفاعه آنذاك دونالد رامسفيلد , حيث كانوا جميعا موضع سخرية من الصحف الأمريكية.