يشكل معرض حديقة الأندلس أو الجنينة الأندلسية الذي افتتح مساء الثلاثاء 15 أبريل 2008 بدار الفنون بالرباط، حسب منظميه، جزء من مشروع يروم إحياء البساتين وحدائق التجارب القديمة ذات الطابع الأندلسي بالمغرب. ويهدف هذا المعرض الذي تنظمه مؤسسة الثقافة الإسلامية بمدريد بتعاون مع مؤسسة أونا وبرعاية ملكية، إلى التعريف ب نجاحات مرحلة تاريخية، باعتبارها نموذجا علميا وثقافيا يحتدى به في الحاضر. ويهتم المعرض على الخصوص بالحضارة الأندلسية التي شكلت إحدى الفترات المشرقة في التاريخ والتي تقاسمها المغرب وإسبانيا على مدى قرون. وأكد المنظمون أن حديقة الأندلس ترمز إلى مساحة للسلام والالتقاء والروحانية وفضاء للتقريب بين مختلف الثقافات لأن لغته عالمية. وتوخى العرض تقديم البستان الإسباني -الإسلامي بوصفه مكانا للاستمتاع والتأمل والخلق وبوتقة حضارية بلورت اسلوبا خاصا للمناظر الطبيعية حيث تأقلمت فيها أنواع نباتية متنوعة ومجهولة حتى ذلك الحين. وفي هذا المعرض، تتحدث الأندلس عن تاريخها ورونقها عبر بساتينها، التي تبرز حضارة تحترم وتحب الطبيعة وتقدم حلولا مستقبلية لإطار بيئي أكثر إنسانية وأكثر توازنا. ويقدم المعرض، المرتكز على بحث علمي غير مسبوق من الناحية التاريخية والإيكولوجية، معلومات حول مختلف أنواع الحدائق العربية-الأندلسية. ويضم هذا الفضاء، المنجز بطريقة حديثة وتفاعلية، من لوحات تفسيرية وصور وشروحات ومجسمات لأنظمة استخدام الماء وأدوات إثنوغرافية متعلقة بالزراعة الأندلسية وآلات لإعادة إنتاج عبق مختلف المنتجات المستعملة في تلك الحقبة. ويتوجه هذا المعرض للجمهور الواسع عموما وللشباب على وجه الخصوص من أجل حثهم على التفكير لاكتشاف قيم ثقافتهم الخاصة وكذا تراثهم الطبيعي والتاريخي. وجرى افتتاح معرض الحديقة الاندلسية بحضور عدد من الشخصيات من عالم السياسة والدبلوماسية و الفن والثقافة. وسيستمر هذا المعرض المتجول الذي افتتح رسميا سنة2007 بمناسبة الدورة الثانية للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، إلى غاية11 ماي المقبل. ومن المنتظر ان يحط الرحال بدار الفنون بالدار البيضاء من20 ماي الى25 يونيو المقبلين.