تحتضن مدينة فاس في الفترة الممتدة ما بين17 إلى24 أبريل 2008 فعاليات دورتها الثانية لمهرجان الثقافة الصوفية المنظم تحت شعار شرق-غرب. وأكد المنظمون في ندوة صحفية عقدوها الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء أن برنامج هذه التظاهرة الفنية ستتخلله مجموعة من الأمسيات من الذكر وحفلات موسيقية ولقاءات فنية وذلك بمشاركة العديد من الفرق الصوفية من مختلف البلدان. وستعالج ضمن فعاليات دورة هذه السنة مواضيع شتى تتناول بالخصوص محاور الصوفية والتنمية الحضارية: 1200 سنة من البحث الروحي عبر تاريخ المغرب وسبل معرفة الذات في الشرق والغرب والصوفية وحوار شرق غرب. وكان فوزي الصقلي مؤسس ورئيس المهرجان قد أشار بالمناسبة إلى أنه إلى جانب التقارب الجغرافي بين الشرق والغرب يكتسي هذا الحدث ومواضيعه صبغة ثقافية ورمزية. وأضاف أن مفاهيم العولمة أو بالأحرى الكونية تعكس رغبة هيمنة ثقافة ما على أخرى أو سيطرة نظام بحكم قيمه ونظم تسييره المقتبسة من الغرب، غير أن هذه الهيمنة في نظره تبقى عابرة إن لم نقل ثمرة وهم وسراب. وشدد على أهمية الصوفية التي ظلت لقرون بمثابة جسر يربط بين هذين العالمين المتعددي القيم والألوان الذي تكتنفه مجموعة من الرموز الكونية مبرزا أن الحس الروحي الأصيل وحده يخلق في الإنسان تحالفا بين روح الشرق وعقل الغرب. وخلص إلى أن الوساطة بين الشرق والغرب حيث من المحتمل أن تظهر سلوكات تتسم بالرفض وتأجيج الخلافات، يمكن للصوفية أن تجد حلا منسجما ومتكاملا لها في ظل الاعتراف الطبيعي بالاختلاف والتنوع. وستنظم فعاليات هذا المهرجان بفضاءات كل من المدرسة البوعنانية ومكتبة القرويين ومتحف البطحاء والمعهد الثقافي الفرنسي وفندق جنان بلاص.