أنا امرأة متزوجة منذ ثمان سنوات، منذ بداية زواجنا اكتشفت أن زوجي كثير السهر خارج البيت، ظننت أنه سيغير هذه العادة، وقد رزقنا بطفلين لكن لم يتغير فيه شيء، فلا يدخل إلا عند الفجر إلى المنزل، حاولت معه كثيرا، لكني لم أفلح، وعندما أسأله عن سبب تأخره خارج المنزل ينزعج ويبدأ في الشجار، أخبروني كيف أتعامل معه، أرجوكم أخبروني ما الوسيلة المناسبة للتعامل معه؟ حاولي أن لا يتأثر أبناؤك سلبيا بهذه الظاهرة إن غياب الزوج عن البيت للسهر عادة قبيحة وسيئة يمارسها بعض الأزواج مع الأسف الشديد، بالرغم من أن لها تأثيرات سلبية وخطيرة في كثير من الأحيان على مستقبل الأسرة، ليس أقلها الطلاق العاطفي إن لم يصل إلى الطلاق الفعلي مع الزوجة والفراغ العاطفي والتربوي للأطفال، بحيث يترعرعون في بيت بجناح واحد في فقط وهو الأم أما الأب فغائب طوال الوقت، ولهذه الظاهرة الخبيثة أسباب كثيرة نذكر منها: ـ غياب المسؤولية عند الزوج منذ البداية، بحيث أنه دخل عش الزوجية في الغالب من باب العادة، وليس من باب المسؤولية والرسالة ووضوح الرؤية. ـ إدمانه على عادات قبيحة اصطحبها معه في الغالب من زمن العزوبية، كشرب الخمر أو القمار أو الحفلات الماجنة وغيرها من تجمعات مع أصدقاء السوء... ـ غياب الدفء الأسري في بيته وخصوصا من طرف زوجته ففي غالب الأحيان ما يكون الحوار بين الزوجين هو الشجار المتبادل واللوم بينهما أو الشك المرضي في تصرفات الزوج. ـ غياب الانتماء لدى الزوج وإلى أسرته الصغيرة وكذا التقدير المتدني له داخل أسرته. هناك بالطبع أسباب أخرى لهذه الظاهرة، والحالة التي معنا لم تفصل في الأسباب أو حالة الزوج لمقارنتها بالظواهر أو الأسباب التي سبق ذكرها حتى نتمكن من إرشادها أكثر. وعموما ننصحك سيدتي أن تعيدي النظر في طريقة سير علاقتكما الزوجية، وأن تحاولا تجديدها مما يسمح لجو الحنان والحب والمودة أن يشيع من جديد في حياتكما، وأن تتجنبي اللوم الدائم لأنه في الغالب يأتي بمفعول عكسي. حاولي أن تكسبيه من جديد بتوفير جو سعيد بالبيت ما أمكن. كما أنصحك سيدتي أن تقللي ما أمكن من مفعول هذا الخروج اتجاه أبناءك، وحاولي أن لا يكون هناك تأثير سلبي لهذه الظاهرة على أبناءك وذلك بتجنب نقل صورة سلبية لهم عن أبيهم. ويبقى الصبر والدعاء لله عز وجل هو السبيل إلى إصلاح هذا الزوج إن شاء الله.