كشف تقرير أولي حول ميزان الأداءات لسنة 2007 الذي أصدره مكتب الصرف يوم الأربعاء 2 ابريل 2008، أن واردات المغرب من التبغ ارتفعت خلال الفترة ما بين 2006 و2007 من 8206 طن و6448 طن، بما قيمته على التوالي 633 مليون و339ألف درهم في سنة 2006 و778مليون و743 ألف درهم في سنة ,2007 في حين ارتفعت الواردات من الخمور خلال الفترة ذاتها من 6448 طن إلى 8004 طن، بما يعادل 238 مليون و650ألف درهم، و370 مليون 513 ألف درهم على التوالي. وتعليقا على ذلك، أرجع الدكتور عبد الله عباسي، أستاذ باحث بكلية الطب بالرباط، الارتفاع المذكور في الواردات إلى تزايد نسبة الاستهلاك والإقبال عليها من قبل المواطنين، خاصة في صفوف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و16 سنة، وهو ما يعتبر ظاهرة خطيرة جدا، يقول عباسي، تقتضي التجند لمحاربة أسبابها. لكن الأخطر من ذلك، يقول عباسي، في تصريح لـالتجديد، هو انعكاسات ذلك على صحة المواطنين، حيث يعتبر التبغ والخمور من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وهو ما اعتبره حقائق علمية لا تقبل الجدال، استنادا إلى الدراسات العلمية التي أنجزت في هذا الصدد وفي مناطق محددة من المغرب، والتي كشفت، حسب المتحدث، أن الإصابة بالسرطان في صفوف المدمنين على التبغ والخمور، تصل إلى ما بين 65%و 95%، وأكدت أن الذين لا يدخنون تكون نسبة الإصابة بالسرطان في وسطهم أقل مقارنة بالمدمنين. من جهتها، تؤكد المعطيات الرسمية لوزارة الصحة أن مكافحة داء السرطان بمختلف أنواعه يمثل إحدى الأمراض الخطيرة التي ترهق كاهل الدولة وميزانتيها، وتتجلى هذه الخطورة في كونه عدد الحالات التي تسجل سنويا، تقدر بما بين 30 ألف و54 ألف حالة جديدة، غير أن الأخطر من ذلك، أن الدولة تتكفل بـ 10 آلاف فقط منهم، بالنظر إلى الامكانيات الضعيفة. كما يعد الخمر أحد الأسباب الرئيسية لحوادث السير حيث سجل خلال سة 2005 أزيد من 51 ألف حادثة ، تسببت في أزيد من 80 ألف ضحية من ضمنها 3617 قتيل. وتم تقدير كلفتها بـ 2,5 في المائة من مجموع الناتج الداخلي الخام. وحول المخاطر الصحية لكلا الآفتين، أكد عباسي أن التبغ يعد عاملا أساسيا، إضافة إلى عوامل أخرى، في الإصابة بأمراض سرطان الرئة والقصبات الهوائية والحنجرة والمعدة، كما أن الخمور تعد سببا أساسيا في الإصابة بسرطان الكبد، هذا الأخير يرتفع عند المدمنين على الخمور القويّة، خاصة الويسكي، بينما يتسبب الروج في سرطان المعدة. ومما يزيد الأمر تعقيدا، أن العمليات الجراحية التي تجرى لمرضى السرطان في الرئة والقصبة الهوائية، لا تنجح في غالبيتها، نظرا لصعوبتها، وبالتالي ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف هؤلاء المرضى. وبالنظر إلى هذه النتائج على صحة المواطنين، وكذا تكلفته المرتفعة على ميزانية الدولة، أشار عباسي إلى أن فريق العدالة والتنيمة كان قد تقدم سنة 2003 بمقترح قانون بمجلس النواب، يقترح الرفع من الضريبة على التبغ، تعود إلى صندوق لدعم مرضى السرطان، إلا أن الحكومة رفضت حينها المقترح ولم تستجب له.