قد يبدو للوهلة الأولى أن السؤال بسيط وأن الإجابة عليه أبسط، ولكن الحال عكس ذلك بحيث أنه سؤال عميق الدلالة صعب الإجابة، فمتى بدأت الكتابة تسجن روحي وجسدي المتعب بها حد الإرهاق؟ ومتى عانقت أناملي يراعي الأول؟ ولماذا أكتب أصلا؟ وما السبيل لذلك؟ وما غايتي في هذا كله؟ هكذا قرأت سؤال/ فيروس الكتابة الموجه إلي، ولعلني أجيب بشكل صريح جدا بأنني لا أذكر الزمن الأصلي لهذا الفيروس أو اللعنة المتمردة بداخلي، لا أتذكر أول لحيظة عانقت فيها قلمي لأعبر ما بداخلي على شكل إبداع لأنني وببساطة شديد لا أتذكر من هاته الحقبة إلا أنها كانت بداية لانطلاقة طويلة جدا لا أعرف نهايتها القادمة، فالكتابة فعل جنوني سكنني منذ الطفولة وشاغبتني في صمت مرير لتتحول إلى توأم روحي الذي لا يمكنني التخلص منه، خاصة وأنني كلما رفضت الانصياع لها زادتني خضوعا في عالمها البهي الذي أجدني فيه أسيرة، مقيدة بأجمل قيد، لتتحول هاته الجرثومة كما وصفتموها في سؤالكم إلى أجمل فيروس عالمي ألا وهو فيروس الكتابة الذي يتعثر صاحبه من أجل الأحياء وليس من أجل الموت كما تفعل باقي الفيروسات الجسدية. إنها أجمل لعنة رافقتني طوال حياتي دون أن أستطيع تشخيصها أو تحقيبها بزمن معين ودقيق.