يتوقع أن يكون المجلس الأعلى للتعليم قد حسم أمس الاثنين في الصيغة النهائية للتقرير السنوي الأول الذي أعده حول حالة منظومة التربية والتكوين، حيث من المقرر خلال اجتماعه بالرباط، أن تتم المصادقة النهائية للمجلس بعد إدخال تعديلات أعضاء المجلس عليه، ورفعه إلى جلالة الملك للمصادقة. وكشف مشروع التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتعليم أن 43,3 في المائة من خريجي الجامعات يجدون أنفسهم معطلين، التي مسّت حتى خريجي المعاهد العليا التي تعتمد الانتقاء في الولوج إليها، بنسبة 2,1 في المائة من خريجيها. كما أكد التقرير أن نحو 24,4 في المائة من الحاصلين على البكالوريا يجدون أنفسهم في معطلون، وأرجع ذلك إلى مشكل الجودة في نظام التربية والتكوين الذي لا يتسواق ومتطلبات سوق الشغل. وذكر التقرير أن ثمة 3340 أستاذ في التعليم الابتدائي بدون أقسام للتدريس، في حين هناك مدارس تعاني من خصاص يصل إلى 1390 أستاذ في المستوى ذاته، وسلّط التقرير الضوء على أبرز المشاكل التي يعاني منها التعليم المدرسي، منها أن 59 في المائة من أساتذة التعليم الابتدائي يعملون في الوسط القروي، في حين هناك مشكل من نوع آخر في التعليم الإعدادي الثانوي، يتمثل في كون 5,37 في المائة من الأساتذة فقط ينجزون ساعات التدريس المحددة في 24 ساعة في الأسبوع. في حين تصل النسبة ذاتها في التعليم الثانوي التأهيلي إلى أقل من 16 في المائة، ممن ينجزون ساعات التدريس المحددة لهم في 21 ساعة خلال أسبوع. أما بالنسبة للتعليم العالي، فتوقف التقرير عند مشكل الاكتظاظ، حيث تفوق نسبة التأطير 85 طالب لكل أستاذ جامعي، ويرجع التقرير السبب إلى قلة الأساتذة الجامعيين الذي لا يتجاوز 9870 أستاذ خلال 2006/,2007 الذي تسببت فيه من جهة المغادرة الطوعية التي تمت في 2005 من جهة، ومن جهة ثانية ضعف التوظيف حيث لم يتجاوز عدد الأساتذة الذين تم توظيفهم خلال الفترة ما بين 2000 إلى 2007 سوى 1140 أستاذ جامعي، وهو عدد أقل بكثير من النسبة التي كان قد حددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين. كما كشف التقرير أن أزيد من 216 ألف تلميذ انقطعوا عن الدراسة في التعليم الابتدائي خلال سنة ,2006 ينضاف إليهم الأطفال غير المتمدرسين، حيث نسبة الفتيات المتمدرسات في العالم القروي لا يتجاوز 38 في المائة، كما أنه لا يفوق 50 في المائة في العالم الحضري. أما في التعليم العالي، يؤكد التقرير، فإن نسبة المسجلين فيه لم يعرف أن تحسن خلال السنوات الثمانية الماضية.