استنكر عدد من سكان حي المسيرة الثالثة بمراكش تحول الحديقة الكبيرة لمسجد حليمة السعدية إلى مساحة جلوس تابعة لمقهى التي هي عبارة عن محلين تابعين للمسجد نفسه يستغلان عن طريق الكراء، وأكد شهود عيان لـ التجديد إن هذه الحديقة التي تفوق مساحتها 500 متر مربع أصبحت ملاذا لكثير من الطائشين وتمارس فيها ممارسات غير أخلاقية، مضيفين أن زيارة بسيطة للمكان ستكشف عن غرائب، ذلك أن صاحب المقهى لجأ إلى تطويق الحديقة بسياج نباتي غير مفتوح على الشارع، كما أضاء المكان بإضاءة خفيفة جدا، كل ذلك من أجل تسهيل بعض الأعمال المشينة. وقال آخر إن بعض المصلين يشمئزون وهم يرون تلك الممارسات خاصة وأن المقهى قريبة من مكان الوضوء، موضحا أن بعض الشبان يأتون مع خليلاتهم، كما أنهم يلجؤون إلى حيل معروفة من أجل معاقرة الخمر في المكان نفسه، ويتركون عدد من قنيناته الصغيرة على الجانب، كما لا يتورعون عن القيام بحركات منافية للأخلاق ولا تتناسب وجلوسهم في مكان عمومي.إلى ذلك وجه عدد من سكان رسالة إلى عدد من المسؤولين من أجل رفع الضرر عن المسجد الموجود أمام مؤسسة العمراني للتعليم الخاص. وجاء في الرسالة التي ذيلت بعريضة وقعها أكثر من 80 فردا واللائحة ما زالت مفتوحة أن الهدف منها اطلاع المسؤولين على الحالة اللأخلاقية التي يشهدها مسجد حليمة السعدية ليلا ونهارا، والتي تتمثل في مجموعة من الممارسات والسلوكيات المتنافية مع القيم الدينية والتربوية والأخلاقية. وأضافت الرسالة التي توصلت التجديد بنسخة منها أن صاحب المقهى يستغل الحديقة لجلوس زبنائه والتي هي في الملك العام، مما سمح لكل من جلس بهذه المساحة الخضراء أن يفعل ما يشاء من أفعال جنسية، وتناول المخدرات تمس بقدسية المسجد واحترام المصلين.وقال صاحب المقهى من جهته لـ التجديد إن العريضة الموقعة ضده يتزعمها أشخاص معروفون بالعداء له، وأن نيته من استغلال تلك المساحة هو توفير مكان جميل يؤمه سكان الحي من أجل قضاء وقت ممتع. وأضاف في اتصال هاتفي به ليس من حقه أن يمنع أحدا بمصاحبة خليلته أو صاحبته أو التدخين، لكن في المقابل ينبه النادل على ضرورة منع كل ممارسة غير أخلاقية. وأشار المتحدث نفسه إنه خسر مالا كثيرا من أجل أن يصبح ذلك المكان جميلا، موضحا أن له رخصة من المجلس الجماعي لفتح مقهى، كما أن صاحبة مشروع بناء المسجد هي من أعطته تلك المساحة أمام محله. وأضاف أنه المقهى تغلق على الساعة 9 ليلا، وهو ما كذبته زيارة ميدانية لـ التجديد، كما قال إنه مستعد لغلق المقهى إذا ما تبين ضررها، وهو ما كان يقوله لعدد من الأشخاص الذين نبهوه إلى خطورة الموقف حسب ما أدلى به بعض الموقعين على العريضة للجريدة، والذين أضافوا نحن من ساعدناه في البداية على تزيين الحديقة لتكون ملاذا للجميع، وليس لزبناء يمارسون ممارسات غير أخلاقية ننتظر أن تتحرك الجهات المسؤولة من أجل إيقافها.يذكر أن مسجد حليمة السعدية بنته إحدى المحسنات وقامت بتسيير شؤونه لمدة، قبل أن ينتقل قبل شهور إلى إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقد أبلغ ناظر هذه الأخيرة بمراكش التجديد في آخر لقاء معه أنه لن يعطي أي تصريح للصحافة إلا بإذن.