هذه الوثيقة بعثها سايروس فانس كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية جيمي كارتريشير فيها إلى أن أمورا تجري قد ألبست عليه، ولم يعد يعرف إلى أين يسير النزاع في الصحراء. وهي وثيقة تكشف عن أن الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستانغ قد استقبل في صيف 1978 الطرفين الحقيقيين لنزاع الصحراء(المغرب والجزائر) كل على حدة. وأن الطرفين قد اتفقا بالفعل منذ ذلك التاريخ على أن يتم اقتسام الصحراء بين المغرب؛ الذي كان من المقترح أن يحتفظ بالساقية الحمراء، وجبهة البوليزاريو التي ستُمنحها منطقة وادي الذهب. حدث هذا بعيد انقلاب الشيوعي ولد هيدالا في موريتانيا ورغبته في الانسحاب من وادي الذهب ومن مشكل الصحراء الذي أنهك الاقتصاد الموريتاني الهش وجلب لنواكشوط مشاكل لا قبل لها بها باستمرار المناوشات مع البوليزاريو في كل مرة. البرقية مؤرخة ب1978؛ ومعروف أن اجتماعا آخر تم بعد سنة من ذلك؛ في غشت 1979 في الجزائر؛ كان اجتماعا اتخذ طابعا تآمريا، إذ تم فيه الاتفاق الثلاثي (الجزائر، وموريتانيا، والبوليزاريو) على أن تسلم موريتانيا وادي الذهب للبوليزاريو وتنسحب. ويتم بذلك وضع المغرب أمام الأمر الواقع. غير أن الأمور لم تتم كما كان يخطط لها. فما كاد الاجتماع ينفض حتى كانت المنطقة تحت سيادة المغرب وأعيان وادي الذهب يقدمون البيعة للملك الحسن الثاني.فما الذي وقع؟ قد تأتي الأيام بجواب عن حقيقة ما جرى. يقول الجزء المتعلق بقضية الصحراء من مراسلة سايروس فانس: تواجدَ مبعوثون مغاربة وجزائريون في باريس خلال هذا الأسبوع حيث اجتمعوا بالرئيس الفرنسي فاليري جيسكار تيستانغ كل منفردا على حدة. الفرنسيون لزموا الصمت حول مضامين اللقاءات؛ غير أن هناك بعض الشكوك في أنهم يحاولون التدخل لتسهيل حل متفاوض حوله لنزاع الصحراء.في أفق التوصل إلى حل بعد الانقلاب الموريتاني في الشهر الأخير؛ عندما أبان الحكام الموريتانيون الجدد بوضوح عن نيتهم في الخروج من المشكل؛ الذي يدمر الاقتصاد الموريتاني الهش. وكان إعلان البوليزاريو لوقف إطلاق النار في موريتانيا قد قد زاد من تقوية آفاق السلام هناك. ويبدو أن نقطة الارتكاز في الحل الذي يتم التفاوض حوله الآن تقوم على إحداث كيان سياسي في ذلك الجزء من الصحراء الذي تحتله موريتانيا حاليا. نظام نواكشوط الحالي مستعد للتخلي عن هذا التراب، والجزائريون كذلك قد سحبوا مطلبهم بأن يقيم البوليزاريو دولته على كل التراب الصحراوي الذي كانت تحتله إسبانيا. والأمر الذي يبدو غير واضح هو قبول المغاربة الذين لهم قوات تسيطر على المنطقة بمثل هذا الحل، وكذلك هل ستكتفي البوليزاريو فقط بهذا الجزء من التراب الذي تطالب به.