شعار طُرح أكثر من مرة ونداءات تعالت من أكثر من مكان!! وأصبح التغني بدور المثقفين في معركة التحرير ترفا لا جدوى من ورائه !! ما يدفعني لاعادة اطلاق هذا النداء اليوم الوفود التي تدافعت مسرعة من كل اتحادات العالم العربي والإسلامي لزيارة قطاع غزة المحاصر بعد إزالة معبر رفح !! وإعلانها التضامن والتأييد لأهل غزة المحاصرين !! المفارقة أننا شهدنا هباتٍ جماهيرية حاشدة تجوب كل بقاع العالم تحت أسماء مختلفة ونقابات ومؤسسات متنوعة, وكانت أعيننا شاخصة تجاه المرئي وآذاننا تحاول التقاط كل كلمة ينطق بها المذيع معددا أسماء النقابات والمؤسسات التي دعت إلى مسيرات تضامنية مع قطاع غزة المحاصر , ولكن ارتد البصر حسيرا فلم يلمح اتحادا واحدا ضمن هذه الاتحادات باسم أدباء أو مثقفي رابطة معينة على امتداد العالم كله !! ولم يسمع أن أحد الوفود القادمة – على كثرة الوفود وتنوعها والتي تأتي للتضامن مع غزة - تتبع لمؤسسة كذا الثقافية !! تغنينا كثيرا بدورنا كمثقفين في تحريك الشعوب وحشدها, وتغنينا أيضا بدور وقوة الكلمة التي تحيي العزائم وتعيد نبض الأمة من جديد !! وأذكر أننا كنا نقول أيضا أن الكلمة رصاصة !! وحين انتفضت الأمة .... اكتشفنا أننا نحن من نغط في سبات عميق !! يا مثقفي العالم العربي والإسلامي: كفانا شعارات , فلم تعد قصيدة هنا أو هناك تكفي , لن تشفي القصيدة ((وحدها)) مريضا في غزة ولن تشبع جوعا لأطفال ناموا بدون عشاء, ولن تدفئ بيوتا حرمها العدو الصهيوني من الوقود !! قديما كان الشاعر يقود المظاهرات, ويرفعه الشعب على الأكتاف يردد من ورائه شعاراته الملتهبة, فأين أنتم يا شعرائنا من مسيرات ومظاهرات التضامن التي شاهدناها جميعا عبر الفضائيات !! يا مثقفي العالم العربي والإسلامي : كفانا صمتا وعجزا وتعللا بقلة ما باليد من إمكانات !! أنتم ضمير الأمة وقلبها النابض , أنتم من يَشعر ويُشعر, أنتم من يقود الساسة , فلم تقفون على أبوابهم اليوم صامتين عاجزين . أين: لا؟ من قاموسكم , قولوها جميعا , لا للتفريط بالثوابت. غنوا للمقاومة في أشعاركم, اكتبوا قصة أسير وأسيرة خلف القضبان, اخرجوا للساحات العامة, شاركوا الجماهير هبتهم وطالبوا معهم بحق العودة لكل لاجئ, قولوها :عاشت القدس عربية حرة . يا مثقفينا: أرجوكم.. لا تكونوا الرقم المفقود في معادلة الكرامة, أوما رأيتم مسيرات العزة لحرائر غزة !!