قال شكيب بنموسى، وزير الداخلية، إن الشبكة الإرهابية التي تم الإعلان عن تفكيكها يوم الاثنين الماضي اعتمدت مخططا على المدى الطويل لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني، ودعا، في ندوة صحفية نظمت أول أمس بالرباط، إلى توخي الحذر في هذا الإطار من قبل كل المؤسسات. وبخصوص أهداف الشبكة قال وزير الداخلية إن من بين أهدافها العمل على تنفيذ عمليات إرهابية بالأسلحة النارية والمتفجرات واغتيال شخصيات مغربية بارزة من وزراء ومسؤولين وضباط سامين في القوات المسلحة الملكية كما وضعت الشبكة ضمن مخططاتها اغتيال بعض المواطنين المغاربة المعتنقين للديانة اليهودية. وأوضح أن الشبكة اتخذت وجهتان الأولى سياسية مفتوحة أسفرت عن إحداث جمعيتين.. جمعية البديل الحضاري سنة 1995 والحركة من أجل الامة سنة 1998 وتاسيس حزب سياسي (البديل الحضاري) الذي تم تاسيسه في العام 5002., بينما الوجهة الثانية كانت سرية تعتمد العمل المسلح حيث قامت الشبكة سنة 1992 بتأسيس أولى خلايا جناحها العسكري بالدارالبيضاء تحت اسم مجموعة العمل الخاص. وقال إن الشبكة عملت على استقطاب الأعضاء القدامى للشبيبة الإسلامية وحركة المجاهدين في المغرب وأتباع الفكر السلفي الجهادي على المدى البعيد. وقال إن هذه الشبكة عملت على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات دولية عبر اتصالات بتنظيم القاعدة بافغانستان سنة 2001 والجماعة الإسلامية المقاتلة سنوات 2001 و 2003 و2004 ومع الجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 2005 بالمعسكرات الإرهابية بالجزائر كما كانت محاولات لتنظيم دورات تدريبية في مراكز حزب الله في لبنان سنة 2002. ونفى وزير الداخلية أن تكون لمتابعة هؤلاء علاقة بحزب الله البناني أو بالمذهب الشيعي، حيث قال في تصريح على هامش الندوة الصحفية لبعض وسائل الإعلام، هم لحد الآن غير متابعين بعلاقتهم مع حزب الله أو الحركة الشيعية، موضحا أن التدريب بمراكز حزب الله لم يتم غير أن اتصالات جرت بشأن ذلك. وأضاف أن الشبكة الإرهابية نظمت بين سنتي1992 و2001 عددا من عمليات السطو أوحاولت ذلك، كما قامت سنة1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات1992 و1996 و2002 و2004 و2005 . وقدم بنموسى مسار بلعيرج بقوله إنه تشبع منذ السبعينيات بأفكار التنظيمات الراديكالية الاسلامية من بينها جماعة الإخوان المسلمين والطلائع الإسلامية وحزب التحرير الإسلامي.وأضافه أنه انخرط سنة 1980 في صفوف الحركة الثورية الاسلامية المغربية ثم التحق في العام 1982 بحركة المجاهدين في المغرب وهو تنظيم يهدف الى انشاء مشروع في المغرب يهدف الى زعزعة الاستقرار داخل المملكة.وأبرز وزير الداخلية أن بلعيرج الملقب بـإلياس وعبد الكريم، نفذ ستة اغتيالات ما بين سنتي1986 و1989 ببلجيكا لم يسبق الكشف عن منفذيها آذاك، وكان ذلك قبل وضع لبنات التنظيم الإرهابي المذكور سنة1992 . وفي ما يتعلق بكل من البديل الحضاري وحزب الأمة، أشار المتحدث نفسه إلى أن التحقيقات الأولية مع المعتقلين بينت التورط المباشر لعناصر قيادية داخل حزب البديل الحضاري وجمعية الحركة من أجل الامة حيث تم اعتقال مصطفى معتصم الامين العام للبديل الحضاري ومحمد ركالة الناطق الرسمي للحزب ومحمد مرواني وعبدالحفيظ السريتي عن الحركة من أجل الامة، مضيفا أن بعض هؤلاء الاشخاص قد شاركوا مع عبدالقادر بلعيرج في الاجتماع التأسيسي للشبكة الارهابية في مدينتي طنجة والدارالبيضاء سنة 1992 بويع خلاله محمد مرواني أميرا للشبكة. وبخصوص حل حزب البديل الحضاري، قال بنموسى إن ذلك يأتي في إطار تحمل الدولة لمسؤوليتها في الحفاظ على أمن البلاد، موضحا أن ترخيص وزارة الداخلية له جاء في ظروف خاصة مع قانون الأحزاب، كما لم تكن تتوفر الوزارة على حجج لمنع التأسيس. وقال إن حل هذا الحزب لا يعني أن كل أعضائه متورطون في الشبكة الإرهابية المفككة، مبرزا أن لأعضاء الحزب الحق في اللجوء إلى القضاء لمراجعة هذا القرار، و أن القضاء وحده مخول للبت في هذه القضية . وحول احتمال متابعة الأحزاب بأفعال ارتكبها بعض المنتمين إليها قال وزير الداخلية ينبغي التفريق بين المؤسسات والأعضاء من جهة، فالمنتمون للعدالة والتنمية واليسار الاشتراكي الموحد سيعاقبون بصفتهم أعضاء أما حزب البديل الحضاري وحزب الأمة فقد أسسا في إطار مخطط إرهابي. وحول الاختطافات التي سبقت عملية الإعلان عن الشبكة قال بنموسى إن موضوع حقوق الإنسان موضوع نقاش وأن الحق الأسمى هو الحق في الحياة وأن تأطير مصالح الأمن يذهب في اتجاه تطبيق المساطير وأن المهم ما كان يجري لتهيء عمليات إرهابية، مضيفا أنه ينبغي التنويه بعمل رجال الأمن عوض اتهامهم.