اعتقلت السلطات الأمنية صباح الثلاثاء 19 فبراير 2008 كل من عبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار بالمغرب، وعبادلة ماء العينين، المكلف بملف الصحراء المغربية بحزب العدالة والتنمية والعضو السابق في الحركة من أجل الأمة، وذلك بعد أن اعتقلت مساء الاثنين 18 فبراير 2008 المصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري والدكتور محمد أمين الركالة، الناطق الرسمي للحزب نفسه، وكذا محمد المرواني الأمين العام لحزب الأمة الذي لم يتمكن من الحصول على ترخيص وزارة الداخلية. وأفادت مصادر مطلعة أن الشرطة القضائية بالدار البيضاء شرعت في التحقيق أمس مع المعتقلين على خلفية اعتقال مجموعة متهمة بتكوين شبكة إرهابية لها صلة بالفكر الجهادي، وأكدت إحدى قريبات السريتي أن الذين اعتقلوه كانوا يتابعون تحركاته منذ الإثنين، وقاموا بحجز حاسوبه وبعض الأشرطة الخاصة متعلقة بعمله وكتبه، مؤكدة أن الذين اعتقلوه أخبروا أسرته أنه سيتم الاستماع إليه وسيعود. ومن جانبها، قالت زوجة الركالة إنها سمعت بخبر اعتقال زوجها في المذياع وهو ما يزال بالبيت رفقة رجال الأمن، موضحة أن هذا الأخير تلقى مكالمة هاتفية في حدود السابعة مساء يوم الاثنين 18 فبراير 2008 وخرج من المنزل ليعود بعد خمس دقائق رفقة عناصر من رجال الأمن بزي مدني، قاموا بتفتيش البيت، وحجز حاسوبه وبعض الأوراق. وأضافت في تصريح لـ التجديد إنه لحد الآن لا نعرف ما الذي وقع فقد يكون هناك لبس ما، مؤكدة أن زوجها إنسان يعمل في الوضوح وليست لديه أسرار يخفيها، أما أن يتم الحديث عن علاقته بالإرهاب فهذا وصف لا يقبله العقل ولا المنطق. وأكد أحد المقربين من المعتصم أنه في تمام الساعة السادسة والنصف تم اعتقاله قرب محطة القطار (الرباط) إذ كان يهم بإيصال ابنته، وقد أخذ منه رجال الأمن مفاتيح سيارته وسلموها إلى زوجته التي كانت ترافقه، واقتيد إلى مخافر الشرطة للتحقيق. وتم إرجاعه ثانية إلى البيت، إذ قام رجال الأمن بتفتيش كامل له، واحتجزوا جهاز الكمبيوتر الخاص به وبعض الكتب والأقراص المدمجة (CD) وهاتفه النقال. وأوردت وكالة الأنباء خبر اعتقال المرواني على الساعة السادسة وخمسة وعشرين دقيقية من مساء يوم الإثنين، في حين أكد أحد المقربين منه أن اعتقاله لم يتم إلا في حدود الساعة السابعة والنصف. ومن جهته، دعا محمد حقيقي، رئيس المجلس الوطني لحزب الحركة من أجل الأمة، الجمعيات الحقوقية للتنديد بـالانتهاكات التي طالت هؤلاء وبالمطالبة بالإفراح الفوري عنهم، موضحا أن المراوني يعاني من مرض الربو وقد تم اعتقاله دون أن يأخذ الدواء. ويأتي اعتقال القياديين في حزبين سياسيين بعد حملة اختطافات تعرض لها عدد من الأشخاص في بعض المدن المغربية، وأوردت وكالة المغرب العربي للأنباء خبرا مفاده أن مصالح الأمن تمكنت من تفكيك شبكة إرهابية خطيرة ذات صلة بالفكر الجهادي، كانت تستعد لتنفيذ أعمال إرهابية بالتراب الوطني. مضيفة أنه قد مكن التحقيق المعمق من تحديد وإلقاء القبض على الأعضاء الرئيسيين النشيطين للشبكة حيث تم وضع23 منهم رهن الاعتقال الاحتياطي ، ضمنهم زعيم الشبكة المدعو عبد القادر بليراج.