شكك قيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس في إمكانية انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح وأرجع ذلك إلى حجم الخلافات السياسية بين تيار محمد دحلان والتيار المضاد له، وأشار إلى أن ما أظهره برنامج الحركة السياسي المقدم للمؤتمر يفرض تحولاً جوهرياً في طبيعة الحركة من حركة تحرر إلى حزب سياسي على الرغم من أن الوطن لم يتحرر. وأعرب محمد نزال، عضو المكتب السياسي للحركة في تصريحات صحفية عن خشيته من نجاح محاولات سلخ حركة فتح عن تاريخها النضالي والتحرري وإلحاقها بالتيار المعادي لفصائل المقاومة والتحرير. وقال: لا تزال الشكوك كبيرة في مدى إمكانية عقد مؤتمر حركة فتح الذي كان من المفترض أن يعقد قبل فترة طويلة، لكنه تأخر طويلاً بسبب العراقيل التي وضعت أمامه، صحيح أن الخطوات باتت أكثر جدية لعقده هذه المرة لكن عقده لا يزال محاطاً بكثير من الشكوك، وأنا لست متفائلا بما سيؤول إليه، لأن من يطلع على البرنامج السياسي الذي تم إعداده للمؤتمر سيحول الحركة من حركة مقاومة إلى حركة سياسية متحالفة مع الإسرائيليين وفي مواجهة فصائل المقاومة، حيث أن هذا البرنامج يشي بمحاولة لسلخ حركة فتح عن تاريخها وجذورها، وتغيير اسمها من حركة تحرير إلى حركة سياسية، هذا بالإضافة إلى أن التراشق الإعلامي الذي شب مؤخراً بين التيار الدحلاني والتيار المضاد له يعطي مؤشرا سلبيا عما يمكن أن تنتهي له نتائج المؤتمر . على صعيد آخر نفى نزال وجود أي جهود من جانب حماس للتواصل مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بغية فتح قناة للحوار مع الإسرائيليين والتوصل إلى تهدئة متبادلة، وقال: ليس صحيحا أننا حاولنا التواصل مع وزير الخارجية الفرنسي، وليس هناك حرص من حماس على الوساطة واللقاء مع الإسرائيليين، وما يجري الآن أن اللقاء بيننا وبين الإسرائيليين هو على أرض المعركة، حيث يقوم الإسرائيليون باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لا يظنن أحد أننا بصدد التواصل مع الإسرائيليين، وهؤلاء الذين يشيعون هذه الأخبار يهدفون إلى خلط الأوراق وهم يعلمون من هم الذين يلتقون مع الإسرائيليين. أما موضوع التهدئة الذي يطرح باستمرار فمعروف الجهة التي تجهضه دائما وهي إسرائيل، وبرأيي فإن هذا المصطلح أصبح مصطلحا لا قيمة له واقعيا، لأن طرفا يتحدث عن التهدئة والآخر يتحدث بلغة العدوان وهذان طريقان لا يلتقيان ، على حد تعبيره. واتهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس جهات إعلامية وسياسية بالعمل على الوقيعة بين الحكومة المصرية و حماس ، وكشف النقاب عن محولات وصفها بـ الجادة لحلحلة الأوضاع على الحدود بين غزة ومصر. وقال: هناك محاولة من بعض الأقلام الصحفية وبعض الأطراف السياسية لوضع العلاقة بين حماس ومصر في سياق سلبي وتحريض مصر علينا وتحريض حماس على مصر، ولكن هذه المحاولات لم تصل إلى حد توتير العلاقات، صحيح أن هناك خلافات في وجهات النظر، ولكن هذه الخلافات لم تتحول إلى توتر ولا إلى قطيعة، فالتواصل مازال موجوداً، وزيارة وفد حماس برئاسة الدكتور محمود الزهار مؤخراً لمتابعة نتائج الزيارة الأولى التي كانت برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة، وهناك محاولات مستمرة لحلحلة الأمور، لأنه لا يمكن الركون إلى إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، لأن إبقاء الأوضاع على ما هي عليه يعني أن القطاع سينتفض مرة أخرى ، كما قال.