التنصير ليس جديدا على المغرب وعلي المسلمين عموما فقد رافق مسيرة الإسلام مع مرور القرون والسنين، لكن زعماء التبشير بطرقه التقليدية فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق أهدافهم، فأعادوا ترتيب البيت وجدد وسائلهم العصرية ودعمهم المادي لأتباعهم، مستغلين في ذلك الفقر والحاجة والمرض ودخلوا بعض القرى والبيوت برداء الإنسانية والعمل الخيري والتطوعي. ويعيش المغرب هجمة شرسة للتنصير مثله في ذلك مثل مختلف بلدان المغرب العربي ومختلف البلدان الإسلامية، حيث تسعى هذه المنظمات التبشيرية للتغلغل في أعماق هذه المجتمعات مستعملة كل الأساليب. وقد حذرت مجلة حقائق التونسية من تنامي أعداد المتنصرين من فئة الشباب في دول اتحاد المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا) واعتبرت في تقرير بعنوان التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي نشرته في عددها الأخير،أن ظاهرة التنصير بدأت تستشري بين شباب المغرب العربي، وتخيم بظلالها عليه بوضوح أحياناً وفي الخفاء في كثير من الأحيان الأخري . وتذكر التقارير التي تصدرها المنظمات التنصيرية عن وجود حوالي 150 ألف مغربي يتلقون عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعام العربي دورسا في المسيحية. ولدى هذا المركز منصرون يعملون وسط شريحة تصل إلى مليوني مسلم، القادمين من دول المغرب العربي والمقيمين بفرنسا. كما تملك هذه المنظمات برامج إذاعية وتلفزيونية دولية لنشر الإنجيل، إضافة إلى 635 موقع تنصيريا على الإنترنت. وتشير تقارير إعلامية عربية وغربية إلى وجود 800 منصر بالمغرب، يعملون تحت غطاء العمل الخيري والاجتماعي مستغلة الفقر والأمية، ومعتمدين على تشويه الدين الإسلامي. وتحدثت تقارير صحفية عن وجود 13 كنيسة بالمغرب تعمل في مجال التنصير، واحدة بمراكش، وست بالدار البيضاء، وخمس بالرباط، وواحدة بالعيون. >التجديد< في هذا الملف انتقلت إلى الحسيمة فتتبعت خيوط جمعية تنموية تقوم بالتنصير تحت غطاء العمل التنموي، كما نقلت تفاصيل تنصير مهاجر مغربي بإيطاليا لـ17 مسلما من بينهم أقارب له بقبيلة آيت عمر بجماعة بلفاع التابعة لإقليم اشتوكة آيت بها، كما اتصلت التجديد ببعض المهتمين بالموضوع لأخذ رأيهم في الموضوع.