اعتبر المشاركون في ندوة حول موضوع الوضعية الراهنة للإبداع الفني والأدبي بالصحراء السبت بالدار البيضاء، أن الثقافة الصحراوية تعبير عن الهوية الجماعية لسكان الصحراء، ينبغي التعاطي معها وفق مقاربة دينامية وشمولية. وأكد الباحث محمد الضريف، خلال هذه الندوة التي نظمت ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن هذا المنتج الأدبي بكل حمولاته يفنذ المقولة الاستعمارية التي تزعم أن هذا المجال كان خاليا من السكان، مشددا على أن هذه الأشكال التعبيرية جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية الواسعة مع ما تعكسه من صور الحياة البدوية داخل المجتمع الصحراوي. وأضاف أن الأدب الصحراوي عرف بعد المسيرة الخضراء ظهور أجناس أدبية جديدة بعد أن كان الشعر الحساني هو الجنس المهيمن على الثقافة الصحراوية التي يغلب عليها عادة الطابع المحافظ. ومن جانبه، قدم الباحث إبراهيم الحيسن مقاربة سيميائية لبعض المنتجات الصحراوية التقليدية باعتبارها جزءا من الموروث الثقافي الصحراوي، مشيرا إلى أن هذا النوع من المنتجات وخاصة المصنوعات الجلدية هي تعبير عن الذاكرة الجماعية للمجتمع الصحراوي يغيب فيها دور المنتج الفرد. وقال إن هذه المصنوعات، التي تعتمد بالأساس على التوريق والتزهير، هي فن وظيفي يستمد دلالاته من المعتقد الشعبي والمعتقد الديني. ومن جهته، تطرق الباحث باه النعمة إلى صورة المرأة في الشعر الصحراوي، مبرزا صور التشابه القائمة بين مقاييس الجمال التي اعتمدها الشعراء الصحراويون والشعراء الجاهليون بالجزيرة العربية. وفي مقاربة انتربولوجية، أشار الباحث محمد دحمان إلى أن مجتمع الصحراء هو مجتمع إيحاءات ورموز وتعبيرات ثقافية تشكل وثيقة تاريخية واجتماعية تعكس المخيال الجماعي للقبائل الصحراوية. ومن جانب آخر، أبرز السيد طالب بويا لعتيك وجود نوع من الصراع بين جيل الشيوخ وجيل الشباب، معتبرا أن هذا الصراع يبقى أمرا طبيعيا خاصة مع اختلاف وظيفة الشعر لدى الجيلين. وأكد أن الموروث الثقافي الصحراوي هو تراث غني بشتى الألوان التعبيرية وزاخر بعدد مهم من المخطوطات العريقة المخزونة في المكتبات الشخصية بالخصوص. يذكر أن برنامج الدورة الرابعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي ستستمر على غاية17 فبراير الجاري، يتضمن عقد مجموعة من الندوات واللقاءات الثقافية التي تهم بالخصوص الإبداع والحرية: كيف نكتب ونفكر في اللحظة العربية الراهنة، الشعر وتجربة الحرية، الكتابة الصحفية في المغرب: أسئلة الهوية ورهانات الاستقلالية والتحديث، الأمازيغية: تجديد تصورات ومقاربات الثقافة والهوية الوطنية