كثيرة هي الانتقادات التي بدأت توجه للفاعلين في المشهد الثقافي المغربي، والمسؤولين على الشأن الثقافي. ولعل أهم ما ميز الآونة الأخيرة، تعالي هذه الأصوات حتى من داخل بعض المؤسسات التي تعنى بالشأن الثقافي. وامتد الأمر ليصل حتى جائزة المغرب لهذه السنة التي شابتها مجموعة من الخروقات كما عبر عن ذلك البيان الذي أصدره الناقد الأدبي وعضو المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب عبدالرحيم العلام. في هذا الإطار، يصدر في الأسابيع القادمة كتاب جديد لصاحبه عمر أوغان اختار له كعنوان الفضيحة: نهاية الكتابة أم نهاية الأخلاق! (الكتاب الأسود لاتحاد كتاب المغرب)، وهو كتاب كما قال مؤلفه لـالتجديد سيصدر في جزئين عن مطبعة النجاح الجديدة وهو وثيقة تؤرخ لاتحاد كتاب المغرب، وانحداره من الاستقلالية إلى التبعية للسلطة، وفيه أفضح بالأسماء والوقائع جميع الذين ساهموا بخروج اتحاد كتاب المغرب من زمن الاستقلالية إلى ما أسميه زمن التمييع الثقافي. ويوجه فيه كاتبه الرئيس السابق لفرع اتحاد كتاب المغرب بسطات وجهة الشاوية ورديغة، لاتحاد كتاب المغرب ولرئيسه مجموعة من الانتقادات على خلفية توقيفه إذ يقول تم توقيفي من اتحاد كتاب المغرب بقرار انفرادي ولاقانوني من طرف رئيس الاتحاد عبد الحميد عقار، لأنني طعنت في عضوية نقيب المحامين بمراكش باعتباره لا يملك رأسمالا ثقافيا يؤهله لنيل عضوية اتحاد كتاب المغرب، حسب ما يقتضيه القانون الأساسي للاتحاد في الفصل الثالث منه. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن رئيس الاتحاد أرسل نسخة من قرار التوقيف للسيد النقيب، وكأنه تابع لنقابة المحامين بمراكش، وهي التبعية التي تجلت جلية في المجلس الإداري الأخير الذي انعقد بمراكش بحفلته الخمرية المشهودة التي ذاع صيتها وفاحت رائحتها في المدينة الحمراء. ويضيف أوغان بعدما تم توقيفي من اتحاد كتاب المغرب، أرسل رئيسه نسخة من قرار توقيفي إلى النقيب إبراهيم صدوق، كما أعطاه الضوء الأخضر لرفع دعوى قضائية ضدي بالقذف والسب والتشهير بواسطة مقال صحفي، وهي الدعوى التي أدانتني فيها المحكمة بغرامة 60 ألف درهم. وقد قمت باستئناف الحكم وطعنت فيه لدى ديوان وزير العدل، ولدى المفتشية العامة لوزارة العدل، ولدى الرئيس الأول للمجلس الأعلى للقضاء، ولدى الوكيل العام للمجلس السالف الذكر. وكان عمر أوغان قد أخرج هذه القضية إلى الوجود على هامش المعرض الدولي الثالث عشر للنشر والكتاب السنة الماضية حين قام بوقفة احتجاجية أمام رواق اتحاد كتاب المغرب، حيث وضع شريطا لاصقا على فمه، ولافتة يتهم فيها القائمين على الاتحاد ومسؤوليه. وفي هذا الصدد يقول لم يسمح القيام بالوقفة إلا بعد أن تم احتجازي لدى ولاية الأمن بالدار البيضاء لساعات طويلة. وعلى خلفية وقفته السنة الماضية يقول أوغان قمت برفع شكاية لدى وكيل جلالة الملك بالمحكمة الابتدائية بالبيضاء ضد رشيد جبوج مدير المعرض الدولي للنشر والكتاب، وهي الدعوى التي لم تحرك لحد الآن، بتهمة تحريض الحراس الخاصين بالمعرض للاعتداء علي بالضرب وسرقة مبلغ خمسة آلاف درهم من جيب بنطلوني. هذا وتم الاتصال برئيس اتحاد كتاب المغرب عبدالحميد عقار، لمعرفة رده على ما يقوله عمر أوغان، فوعد بالرد حال صدور المقال إن كان الأمر يستدعي ذلك، معتبرا أن الأمر شخصي بين أوغان وصدوق ولادخل له به.